مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
يسعدنا تسجيلكم ومشاركتكم اسره المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
يسعدنا تسجيلكم ومشاركتكم اسره المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد

حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته,,الى اخواننا الاعضاء والمشرفين والاداريين نبلغكم بانتقال المنتدى الى الرابط التالي http://altawhed.tk/ علما ان المنتدى هذا سيغلق بعد مده نسئلكم الدعاء وننتظر دعمكم للمنتدى الجديد وفقنا الله واياكم

 

 كتاب القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حامل المسك1
المدير العام
المدير العام
حامل المسك1


كتاب القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثاني 190070434
عدد المساهمات : 226
نقاط : 421
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
الموقع : بلاد الرافدين

كتاب القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثاني Empty
مُساهمةموضوع: كتاب القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثاني   كتاب القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثاني I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 8:13 am

باب
ما جاء في الرقي والتمائم
في الصحيح عن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه : أنه « كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : في بعض أسفاره ، فأرسل رسولا أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر ، أو قلادة إلا قطعت » .
وعن ابن مسعود قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول : « إن الرقى والتمائم والتولة شرك » . رواه أحمد وأبو داود .
" التمائم " : شيء يعلق على الأولاد من العين ، لكن إذا كان المعلق من القرآن فرخص فيه بعض السلف ، وبعضهم لم يرخص فيه ، ويجعله من المنهي عنه .
منهم ابن مسعود رضي الله عنه .
و " الرقى " : هي التي تسمى العزائم ، وخص منها الدليل ما خلا من الشرك ، فقد رخص فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من العين والحمة .
و " التولة " : هي شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها ، والرجل إلى امرأته .
وعن عبد الله بن عكيم مرفوعا : « من تعلق شيئا وكل إليه » . رواه أحمد والترمذي .
وروى أحمد عن رويفع ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا رويفع ، لعل الحياة تطول بك ، فأخبر الناس أن من عقد لحيته ، أو تقلد وترا ، أو استنجى برجيع دابة أو عظم ، فإن محمدا بريء منه » .

(1/46)
[center]


وعن سعيد بن جبير قال : من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة . رواه وكيع .
وله عن إبراهيم قال :
كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن .
فيه مسائل
الأولى : تفسير الرقي والتمائم .
الثانية : تفسير التولة .
الثالثة : أن هذه الثلاث كلها من الشرك من غير استثناء .
الرابعة : أن الرقية بالكلام الحق من العين والحمة ليس من ذلك .
الخامسة : أن التميمة إذا كانت من القرآن فقد اختلف العلماء هل هي من ذلك أم لا ؟ .
السادسة : أن تعليق الأوتار على الدواب من العين من ذلك .
السابعة : الوعيد الشديد على من تعلق وترا .
الثامنة : فضل ثواب من قطع تميمة من إنسان .
التاسعة : أن كلام إبراهيم لا يخالف ما تقدم من الاختلاف ، لأن مراده أصحاب عبد الله .

باب
ما جاء في الرقي والتمائم
أما التمائم فهي : تعاليق تتعلق بها قلوب متعلقيها . والقول فيها كالقول في الحلقة والخيط كما تقدم .
فمنها : ما هو شرك أكبر كالتي تشتمل على الاستغاثة بالشياطين أو غيرهم من المخلوقين . فالاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله شرك كما سيأتي إن شاء الله .
ومنها : ما هو محرم كالتي فيها أسماء لا يفهم معناها لأنها تجر إلى الشرك .

(1/47)



وأما التعاليق التي فيها قرآن أو أحاديث نبوية أو أدعية طيبة محترمة فالأولى تركها لعدم ورودها عن الشارع ولكونها يتوسل بها إلى غيرها من المحرم ، ولأن الغالب على متعلقها أنه لا يحترمها ويدخل بها المواضع القذرة .
أما الرقى ففيها تفصيل :
فإن كانت من القرآن أو السنة أو الكلام الحسن فإنها مندوبة في حق الراقي لأنها من باب الإحسان ، ولما فيها من النفع ، وهي جائزة في حق المرقي ، إلا أنه لا ينبغي له أن يبتدئ بطلبها ، فإن من كمال توكل العبد وقوة يقينه أن لا يسأل أحدا من الخلق لا رقية ولا غيرها ، بل ينبغي إذا سأل أحدا أن يدعو له أن يلحظ مصلحة الداعي والإحسان إليه بتسببه لهذه العبودية له مع مصلحة نفسه ، وهذا من أسرار تحقيق التوحيد ومعانيه البديعة التي لا يوفق للتفقه فيها والعمل بها إلا الكمل من العباد .
وإن كانت الرقية يدعى بها غير الله ويطلب الشفاء من غيره ، فهذا هو الشرك الأكبر لأنه دعاء واستغاثة بغير الله .
فافهم هذا التفصيل ، وإياك أن تحكم على الرقى بحكم واحد مع تفاوتها في أسبابها وغاياتها .

(1/48)



باب
من تبرك بشجر أو حجم ونحوهما
وقول الله تعالى : { أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى }{ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى } [ النجم : 19- 20 ] .
عن أبي واقد الليثي قال : « خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم : إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر ، وللمشركين سدرة يعكفون عندها ، وينوطون بها أسلحتهم ، يقال لها ذات أنواط ، فمررنا بسدرة ، فقلنا : يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر إنها السنن ، قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى : { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ } [ الأعراف : 138 ] لتركبن سنن من كان قبلكم » . رواه الترمذي وصححه .
فيه مسائل
الأولى : تفسير آية النجم .
الثانية : معرفة صورة الأمر الذي طلبوا .
الثالثة : كونهم لم يفعلوا .
الرابعة : كونهم قصدوا التقرب إلى الله بذلك لظنهم أنه يحبه .
الخامسة : أنهم إذا جهلوا هذا ، فغيرهم أولى بالجهل .
السادسة : أن لهم من الحنسات والوعد بالمغفرة ما ليس لغيرهم .

(1/49)



السابعة : أن النبي صلى الله عليه وسلم : لم يعذرهم بل رد عليهم بقوله : « الله أكبر إنها السنن لتتبعن سنن من كان قبلكم » . فغلظ الأمر بهذه الثلاث .
الثامنة : الأمر الكبير- وهو المقصود- أنه أخبر أن طلبهم كطلب بني إسرائيل لما قالوا لموسى { اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا } [ الأعراف : 138 ] .
التاسعة : أن نفي هذا من معنى " لا إله إلا الله " مع دقته وخفائه على أولئك .
العاشرة : أنه حلف على الفتيا .
الحادية عشرة : أن الشرك فيه أكبر وأصغر لأنهم لم يرتدوا بهذا .
الثانية عشرة : قولهم : " ونحن حدثاء عهد بكفر " فيه أن غيرهم لا يجهل ذلك .
الثالثة عشرة : التكبير عند التعجب خلافا لمن كرهه .
الرابعة عشرة : سد الذرائع .
الخامسة عشرة : النهي عن التشبه بأهل الجاهلية .
السادسة عشرة : الغضب عند التعليم .
السابعة عشرة : القاعدة الكلية ، لقوله : " إنها السنن " .
الثامنة عشرة : أن هذا علم من أعلم النبوة لكونه وقع كما أخبر .
التاسعة عشرة : أن كل ما ذم الله به اليهود والنصارى في القرآن فإنه قاله لنا .
العشرون : أنه مقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر ، فصار فيه التنبيه على مسائل القبر .

(1/50)



وأما : " من ربك " فواضح وأما " من نبيك " فمن إخباره بأنباء الغيب . وأما " ما دينك " فمن قولهم " اجعل لنا إلها " إلى آخره .
الحادية والعشرون : أن سنة أهل الكتاب مذمومة كسنة المشركين .
الثانية والعشرون : أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يؤمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة لقوله : " ونحن حدثاء عهد بكفر " .

باب
من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما
أي فإن ذلك من الشرك ، ومن أعمال المشركين ، فإن العلماء اتفقوا على أنه لا يشرع التبرك بشيء من الأشجار والأحجار والبقع والمشاهد وغيرها . فان هذا التبرك غلو فيها وذلك يتدرج به إلى دعائها وعبادتها ، وهذا هو الشرك الأكبر كما تقدم انطباق الحد عليه ، وهذا عام في كل شيء حتى مقام إبراهيم وحجرة النبي ، صلى الله عليه وسلم : ، وصخرة بيت المقدس وغيرها من البقع الفاضلة .
وأما استلام الحجر الأسود وتقبيله واستلام الركن اليماني من الكعبة المشرفة فهذا عبودية لله وتعظيم لله وخضوع لعظمته فهو روح التعبد .
فهذا تعظيم للخالق وتعبد له ، وذلك تعظيم للمخلوق وتأله له .
فالفرق بين الأمرين كالفرق بين الدعاء لله الذي هو إخلاص وتوحيد ، والدعاء للمخلوق الذي هو شرك وتنديد .

(1/51)



باب
ما جاء في الذبح لغير الله
وقول الله تعالى : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }{ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } [ الأنعام : 162- 163 ] .
وقوله : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } [ الكوثر : 2 ] .
عن علي رضي الله عنه قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم : بأربع كلمات : « لعن الله من ذبح لغير الله ، لعن الله من لعن والديه ، لعن الله من آوى محدثا ، لعن الله من غير منار الأرض » . رواه مسلم .
وعن طارق بن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : « دخل الجنة رجل في ذباب ، ودخل النار رجل في ذباب " . قالوا : وكيف ذلك يا رسول الله ؟ قال : " مر رجلان على قوم لهم صنم لا يجوزه أحد حتى يقرب له شيئا ، فقالوا لأحدهما : قرب ، قال : ليس عندي شيء أقرب ، قالوا له : قرب ولو ذبابا ، فقرب ذبابا فخلوا سبيله ، فدخل النار . وقالوا للآخر : قرب ، قال : ما كنت لأقرب لأحد شيئا دون الله عز وجل ، فضربوا عنقه ، فدخل الجنة » . رواه أحمد .
فيه مسائل
الأولى : تفسير : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي } .

(1/52)



الثانية : تفسير : { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } .
الثالثة : البداءة بلعنة من ذبح لغير الله .
الرابعة : لعن من لعن والديه ، ومنه أن تلعن والدي الرجل فيلعن والديك .
الخامسة : لعن من آوى محدثا ، وهو الرجل يحدث شيئا يجب فيه حق لله ، فيلتجئ إلى من يجيره من ذلك .
السادسة : لعن من غير منار الأرض ، وهي المراسيم التي تفرق بين حقك وحق جارك من الأرض فتغيرها بتقديم أو تأخير .
السابعة : الفرق بين لعن المعين ولعن أهل المعاصي على سبيل العموم .
الثامنة : هذه القصة العظيمة ، وهي قصة الذباب .
التاسعة : كونه دخل النار بسبب ذلك الذباب الذي لم يقصده ، بل فعله تخلصا من شرهم .
العاشرة : معرفة قدر الشرك في قلوب المؤمنين كيف صبر ذلك على القتل ولم يوافقهم على طلباتهم ، مع كونهم لم يطلبوا إلا العمل الظاهر .
الحادية عشرة : أن الذي دخل النار مسلم ، لأنه لو كان كافرا لم يقل : " دخل النار في ذباب " .
الثانية عشرة : فيه شاهد للحديث الصحيح : " الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك " .
الثالثة عشرة ة معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأوثان .

باب
ما جاء في الذبح لغير الله

(1/53)



أي أنه شرك ، فإن نصوص الكتاب والسنة صريحة في الأمر بالذبح لله ، وإخلاص ذلك لوجهه ، كما هي صريحة بذلك في الصلاة ، فقد قرن الله الذبح بالصلاة في عدة مواضع من كتابه .
وإذا ثبت أن الذبح لله من أجل العبادات وأكبر الطاعات ، فالذبح لغير الله شرك أكبر مخرج عن دائرة الإسلام .
فإن حد الشرك الأكبر وتفسيره الذي يجمع أنواعه وأفراده : ( أن يصرف العبد نوعا من أفراد العبادة لغير الله ) .
فكل اعتقاد أو قول أو عمل ثبت أنه مأمور به من الشارع فصرفه لله وحده توحيد وإيمان وإخلاص ، وصرفه لغيره شرك وكفر .
فعليك بهذا الضابط للشرك الأكبر الذي لا يشذ عنه شيء .
كما أن حد الشرك الأصغر هو : ( كل وسيلة وذريعة يتطرق منها إلى الشرك الأكبر من الإرادات والأقوال والأفعال التي لم تبلغ رتبة العباد ة ) .
فعليك بهذين الضابطين للشرك الأكبر والأصغر ، فإنه مما يعينك على فهم الأبواب السابقة واللاحقة من هذا الكتاب ، وبه يحصل لك الفرقان بين الأمور التي يكثر اشتباهها والله المستعان .

(1/54)



باب
لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله
وقول الله تعالى : { لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } [ التوبة : 108 ] .
عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال : « نذر رجل أن ينحر إبلا ببوانة ، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم : فقال : " هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد ؟ " قالوا : لا قال : " فهل كان فيها عيد من أعيادهم ؟ " . قالوا : لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أوف بنذرك ، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ، ولا فيما لا يملك ابن آدم » . رواه أبو داود وإسناده على شرطهما .
فيه مسائل
الأولى : تفسير قوله : { لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا } [ التوبة : 108 ] .
الثانية : أن المعصية قد تؤثر في الأرض وكذلك الطاعة .
الثالثة : رد المسألة المشكلة إلى المسألة البينة ليزول الإشكال .
الرابعة : استفصال المفتي إذا احتاج إلى ذلك .
الخامسة : أن تخصيص البقعة بالنذر لا بأس به إذا خلا من الموانع .

(1/55)



السادسة : المنع منه إذا كان فيه وثن من أوثان الجاهلية ولو بعد زواله .
السابعة : المنع منه إذا كان فيه عيد من أعيادهم ولو بعد زواله .
الثامنة : لا يجوز الوفاء بما نذر في تلك البقعة لأنه نذر معصية .
التاسعة : الحذر من مشابهة المشركين في أعيادهم ولو لم يقصده .
العاشرة : لا نذر في معصية .
الحادية عشرة : لا نذر لابن آدم فيما لا يملك .

باب
لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله
ما أحسن اتباع هذا الباب بالباب الذي قبله ، فالذي قبله من المقاصد وهذا من الوسائل ، ذاك من باب الشرك الأكبر ، وهذا من وسائل الشرك القريبة فإن المكان الذي يذبح فيه المشركون لآلهتهم تقربا إليها وشركا بالله قد صار مشعرا من مشاعر الشرك ، فإذا ذبح فيه المسلم ذبيحة ولو قصدها لله ، فقد تشبه بالمشركين وشاركهم في مشعرهم ، والموافقة الظاهرة تدعوى إلى الموافقة الباطنة والميل إليهم .

(1/56)



ومن هذا السبب نهى الشارع عن مشابهة الكفار في شعارهم وأعيادهم وهيئاتهم ولباسهم وجميع ما يختص بهم إبعادا للمسلمين عن الموافقة لهم في الظاهر التي هي وسيلة قريبة للميل والركون إليهم ، حتى إنه نهى عن الصلاة النافلة في أوقات النهي التي يسجد المشركون فيها لغير الله خوفا من التشبه المحذور .
(1/57)



باب
من الشرك : النذر لغير الله
وقول الله تعالى : { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا } [ الإنسان : 7 ] .
وقوله : { وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ } [ البقرة : 270 ] .
وفي الصحيح عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : « من نذر أن يطيع الله فليطعه ، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه » .
فيه مسائل
الأولى : وجوب الوفاء بالنذر .
الثانية : إذا ثبت كونه عبادة لله فصرفه إلى غيره شرك .
الثالثة : أن نذر المعصية لا يجوز الوفاء به .

(1/58)



باب
من الشرك : الاستعاذة بغير الله
وقول الله تعالى : { وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا } [ الجن : 6 ] .
عن خولة بنت حكيم رضي الله عنها قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول : « من نزل منزلا فقال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك » . رواه مسلم .
فيه مسائل
الأولى : تفسير آية الجن .
الثانية : كونه من الشرك .
الثالثة : الاستدلال على ذلك بالحديث ، لأن العلماء يستدلون به على أن كلمات الله غير مخلوقة ، قالوا : لأن الاستعاذة بالمخلوق شرك .
الرابعة : فضيلة هذا الدعاء مع اختصاره .
الخامسة : أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كف شر أو جلب نفع ، لا يدل على أنه ليس من الشرك .

(1/59)



باب
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره
وقول الله تعالى : { وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ }{ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ يونس : 106- 107 ] . .
وقوله : { إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [ العنكبوت : 17 ] .
وقوله : { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ }{ وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ } [ الأحقاف : 5- 6 ] .

(1/60)



وقوله : { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ } [ النمل : 62 ] .
وروى الطبراني بإسناده : أنه كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم : منافق يؤذي المؤمنين ، فقال بعضهم : قوموا بنا نستغيث برسول صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله » .
وفيه مسائل
الأولى : أن عطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص .
الثانية : تفسير قوله : { وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ } .
الثالثة : أن هذا هو الشرك الأكبر .
الرابعة : أن أصلح الناس لو يفعله إرضاء لغيره صار من الظالمين .
الخامسة : تفسير الآية التي بعدها .
السادسة : كون ذلك لا ينفع في الدنيا مع كونه كفرا .
السابعة : تفسير الآية الثالثة .
الثامنة : أن طلب الرزق لا ينبغي إلا من الله ، كما أن الجنة لا تطلب إلا منه .
التاسعة : تفسير الآية الرابعة .
العاشرة : أنه لا أضل ممن دعا غير الله .
الحادية عشرة : أنه غافل عن دعاء الداعي لا يدري عنه .

(1/61)



الثانية عشرة : أن تلك الدعوة سبب لبغض المدعو للداعي وعداوته له .
الثالثة عشرة : تسمية تلك الدعوة عبادة للمدعو .
الرابعة عشرة : كفر المدعو بتلك العبادة .
الخامسة عشرة : أن هذه هي سبب كونه أضل الناس .
السادسة عشرة : تفسير الآية الخامسة .
السابعة عشرة : الأمر العجيب ، وهو إقرار عبدة الأوثان أنه لا يجيب المضطر إلا الله ، ولأجل هذا يدعونه في الشدائد مخلصين له الدين .
الثامنة عشرة : حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد والتأدب مع الله .

باب
من الشرك النذر لغير الله ، باب من الشرك الاستعاذة بغير الله ، باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره
متى فهمت الضابط السابق في حد الشرك الأكبر وهو أن ( من صرف شيئا من العبادة لغير الله فهو مشرك ) .
فهمت هذه الأبواب الثلاثة التي والى المصنف بيانها .
فإن النذر عبادة مدح الله الموفين به ، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالوفاء بنذر الطاعة ، وكل أمر مدحه الشارع أو أثنى على من قام به أو أمر به فهو عبادة .
فإن العبادة ( اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة ) والنذر من ذلك .

(1/62)



وكذلك أمر الله بالاستعاذة به وحده من الشرور كلها ، وبالاستغاثة به في كل شدة ومشقة ، فهذه إخلاصها لله إيمان وتوحيد ، وصرفها لغير الله شرك وتنديد .
والفرق بين الدعاء والاستغاثة ، أن الدعاء عام في كل الأحوال والاستغاثة هي الدعاء لله في حالة الشدائد ، فكل ذلك يتعين إخلاصه لله وحده ، وهو المجيب لدعاء الداعين المفرج لكربات المكروبين ، ومن دعا غيره من نبي أو ملك أو ولي أو غيرهم أو استغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر ، وكما أنه خرج من الدين فقد تجرد أيضا من العقل ، فإن أحدا من الخلق ليس عنده من النفع والدفع مثقال ذرة لا عن نفسه ولا عن غيره ، بل الكل فقراء إلى الله في كل شؤونهم .

(1/63)



باب
قول الله تعالي
{ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ } { وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ } [ الأعراف : 191- 192 ]
وقوله : { وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ }{ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ } [ فاطر : 13-14 ] .
وفي الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال : شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وكسرت رباعيته . فقال : « كيف يفلح قوم شجوا نبيهم » ؟ فنزلت : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ } [ آل عمران : 128 ] .
وفيه عن ابن عمر رضي الله عنهما : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر : « اللهم العن فلانا وفلانا » . بعدما يقول : « سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد » ، فأنزل الله : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ } الآية .

(1/64)



وفي رواية : « يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ }» .
وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل عليه : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } [ الشعراء : 214 ] فقال : « يا معشر قريش- أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم ، لا أغنى عنكم من الله شيئا ، يا عباس بن عبد المطلب : لا أغني عنك من الله شيئا ، يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت ، لا أغني عنك من الله شيئا » .
فيه مسائل
الأولى : تفسير الآيتين .
الثانية : قصة أحد .
الثالثة : قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الأولياء يؤمنون في الصلاة .
الرابعة : أن المدعو عليهم كفار .
الخامسة : أنهم فعلوا أشياء ما فعلها غالب الكفار ، منها شجهم نبيهم وحرصهم على قتله ومنها التمثيل بالقتلى مع أنهم بنو عمهم .
السادسة : أنزل الله عليه في ذلك : { لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ } .
السابعة : قوله : { أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ } . فتاب عليهم فآمنوا .

(1/65)



الثامنة : القنوت في النوازل .
التاسعة : تسمية المدعو عليهم في الصلاة بأسمائهم وأسماء آبائهم .
العاشرة : لعن المعين في القنوت .
الحادية عشرة : قصته صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه : { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } .
الثانية عشرة : جده صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر بحيث فعل ما نسب بسببه إلى الجنون وكذلك لو يفعله مسلم الآن .
الثالثة عشرة : قوله للأبعد والأقرب : « لا أغني عنك من الله شيئا » ، حتى قال : « يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا » . فإذا صرح وهو سيد المرسلين بأنه لا يغني شيئا عن سيدة نساء العالمين وآمن الإنسان أنه لا يقول إلا الحق ، ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس ، تبين له التوحيد وغربة الدين .

باب
قول الله تعالى
{ أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ } [ الأعراف : 191 ]
هذا شروع في براهين التوحيد وأدلته ، فالتوحيد لله من البراهين النقلية والعقلية ما ليس لغيره .

(1/66)



فتقدم أن التوحيدين : توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات من كبر براهينه وأضخمها ، فالمتفرد بالخلق والتدبير ، والمتوحد في الكمال المطلق من جميع الوجوه هو الذي لا يستحق العبادة سواه .
وكذلك من براهين التوحيد معرفة أوصاف المخلوقين ومن عبد مع الله ، فإن جميع ما يعبد من دون الله من ملك وبشر ومن شجر وحجر وغيرها كلهم فقراء إلى الله ، عاجزون ليس بيدهم من النفع مثقال ذرة ، ولا يخلقون شيئا وهم يخلقون ، ولا يملكون ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ، والله تعالى هو الخالق لكل مخلوق ، وهو الرازق لكل مرزوق ، المدبر للأمور كلها ، الضار النافع ، المعطي المانع ، ا لذي بيده ملكوت كل شيء ، وإليه يرجع كل شيء ، وله يقصد ويصمد ويخضع كل شيء .
فأي برهان أعظم من هذا البرهان : الذي أعاده الله وأبداه في مواضع كثيرة من كتابه وعلى لسان رسوله ، فهو دليل عقلي فطري كما أنه دليل سمعي نقلي على وجوب توحيد الله وأنه الحق ، وعلى بطلان الشرك .
وإذا كان أشرف الخلق على الإطلاق لا يملك نفع أقرب الخلق إليه وأمسهم به رحما فكيف بغيره ؟ فتبا لمن أشرك بالله وساوى به أحدا من المخلوقين ، لقد سلب عقله بعد ما سلب دينه .

(1/67)



فنعوت الباري تعالى وصفات عظمته وتوحده في الكمال المطلق اكبر برهان على أنه لا يستحق العبادة إلا هو .
وكذلك صفات المخلوقات كنها ، وما هي عليه من النقص والحاجة والفقر إلى ربها في كل شؤونها ، وأنه ليس لها من الكمال ، إلا ما أعطاها ربها من أعظم البراهين على بطلان إلهية شيء منها .
فمن عرف الله وعرف الخلق اضطرته هذه المعرفة إلى عبادة الله وحده ، وإخلاص الدين له والثناء عليه ، وحمده وشكره بلسانه وقلبه وأركانه وانصرف تعلقه بالمخلوقين خوفا ورجاء وطمعا ، والله أعلم .

(1/68)



باب
قول الله تعالى
{ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } [ سبأ ، الآية : 23 ] .
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله ، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك ، { حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } ، فيسمعها مسترق السمع ، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض- وصفه سفيان بن عيينة بكفه ، فحرفها وبدد بين أصابعه- فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته ، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن ، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدركه . فيكذب معها مائة كذبة ، فيقال : أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا : كذا وكذا ؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء » .

(1/69)



وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا أراد الله تعالى أن يوحي بالأمر ، وتكلم بالوحي أخذت السماوات منه رجفة ،- أو قال : رعدة- شديدة خوفا من الله عز وجل ، فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا سجدا ، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل ، فيكلمه الله من وحيه بما أراد ، ثم يمر جبريل على الملائكة ، كلما مر بسماء سأله ملائكتها : ماذا قال ربنا يا جبريل ؟ فيقول جبريل : قال الحق ، وهو العلي الكبير . فيقولون كلهم مثل ما قال جبربل ، فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله عز وجل » .
فيه مسائل
الأولى : تفسير الآية .
الثانية : ما فيها من الحجة على إبطال الشرك ، خصوصا ما تعلق على الصالحين ، وهي الآية التي قيل إنها تقطع عروق شجرة الشرك من القلب .
الثالثة : تفسير قوله : { قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } .
الرابعة : سبب سؤالهم عن ذلك .
الخامسة : أن جبريل يجيبهم بعد ذلك بقوله : ( قال كذا وكذا ) .
السادسة : ذكر أن أول من يرفع رأسه جبريل .
السابعة : أنه يقول لأهل السماوات كلهم لأنهم يسألونه .
الثامنة : أن الغشي يعم أهل السماوات كلهم .

(1/70)



التاسعة : ارتجاف السماوات لكلام الله .
العاشرة : أن جبريل هو الذي ينتهي بالوحي إلى حيث أمره الله .
الحادية عشرة : ذكر استراق الشياطين .
الثانية عشرة : صفة ركوب بعضهم بعضا .
الثالثة عشرة : إرسال الشهب .
الرابعة عشرة : أنه تارة يدركه الشهاب قبل أن يلقيها وتارة يلقيها في أذن وليه من الإنس قبل أن يدركه .
الخامسة عشرة : كون الكاهن يصدق بعض الأحيان .
السادسة عشرة : كونه يكذب معها مائة كذبة .
السابعة عشرة : أنه لم يصدق كذبه إلا بتلك الكلمة التي سمعت من السماء .
الثامنة عشرة : قبول النفوس الباطل كيف يتعلقون بواحدة ولا يعتبرون بمائة .
التاسعة عشرة : كونهم يتلقى بعضهم من بعض تلك الكلمة ويحفظونها ويستدلون بها .
العشرون : إثبات الصفات خلافا للأشعرية المعطلة .
الحادية والعشرون : التصريح أن تلك الرجفة والغشي خوف من الله عز وجل .
الثانية والعشرون : أنهم يخرون لله سجدا .

باب
قول الله تعالى
{ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ } .

(1/71)



وهذا أيضا برهان عظيم آخر على وجوب التوحيد وبطلان الشرك ، وهو ذكر النصوص الدالة على كبرياء الرب وعظمته التي تتضاءل وتضمحل عندها عظمة المخلوقات العظيمة ، وتخضع له الملائكة والعالم العلوي والسفلي ولا تثبت أفئدتهم عندما يسمعون كلامه أو تتبدى لهم بعض عظمته ومجده ، فالمخلوقات بأسرها خاضعة لجلاله ، معترفة بعظمته ومجده ، خاضعة له خائفة منه ، فمن كان هذا شأنه فهو الرب الذي لا يستحق العبادة والحمد والثناء والشكر والتعظيم والتأله إلا هو ، ومن سواه ليس له من هذا الحق شيء . فكما أن الكمال المطلق والكبرياء والعظمة ونعوت الجلال والجمال المطلق كلها لله لا يمكن أن يتصف بها غيره ، فكذلك العبودية الظاهرة والباطنة كلها حقه تعالى الخاص الذي لا يشاركه فيه مشارك بوجه .
(1/72)



باب
الشفاعة
وقول الله عز وجل : { وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } [ الأنعام : 51 ] .
وقوله : { قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا } [ الزمر : 44 ] .
وقوله : { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } [ البقرة : 255 ] .
وقوله : { وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى } [ النجم : 26 ] .
وقوله : { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ }{ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } [ سبأ : 22 - 23 ] .

(1/73)



قال أبو العباس : نفى الله عما سواه كل ما يتعلق به المشركون ، فنفى أن يكون لغيره ملك أو قسط منه أو يكون عونا لله ولم يبق إلا الشفاعة ، فبين أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب كما قال : { وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى } [ الأنبياء : 28 ] .
فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن ، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم : أنه يأتي فيسجد لربه ويحمده- لا يبدأ بالشفاعة أولا- ثم يقال له : " ارفع رأسك ، وقل تسمع ، وسل تعط ، واشفع تشفع " .
« وقال أبو هريرة له صلى الله عليه وسلم : من أسعد الناس بشفاعتك ؟ قال : " من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه » . فتلك الشفاعة لأهل الإخلاص بإذن الله ، ولا تكون لمن أشرك بالله .
وحقيقته أن الله سبحانه هو الذي يتفضل على أهل الإخلاص ، فيغفر لهم بواسطة دعاء من أذن له أن يشفع ليكرمه وينال المقام المحمود .
فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك ، ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص . انتهى كلامه .
فيها مسائل
الأولى : تفسير الآيات .

(1/74)



الثانية : صفة الشفاعة المنفية .
الثالثة : صفة الشفاعة المثبتة .
الرابعة : ذكر الشفاعة الكبرى وهي المقام المحمود .
الخامسة : صفة ما يفعله صلى الله عليه وسلم أنه لا يبدأ بالشفاعة بل يسجد ، فإذا أذن له شفع .
السادسة : من أسعد الناس بها .
السابعة : أنها لا تكون لمن أشرك بالله .
الثامنة : بيان حقيقتها .

باب
الشفاعة
إنما ذكر المصنف الشفاعة في تضاعيف هذه الأبواب ، لأن المشركين يبررون شركهم ودعاءهم للملائكة والأنبياء والأولياء بقولهم : نحن ندعوهم مع علمنا أنهم مخلوقون مملوكون ، ولكن حيث إن لهم عند الله جاها عظيما ومقامات عالية ، ندعوهم ليقربونا إلى الله زلفى وليشفعوا لنا عنده ، كما يتقرب إلى الوجهاء عند الملوك والسلاطين ، ليجعلوهم وسائط لقضاء حاجاتهم وإدراك مآربهم .
وهذا من أبطل الباطل ، وهو تشبيه الله العظيم ملك الملوك الذي يخافه كل أحد وتخضع له المخلوقات بأسرها بالملوك الفقراء المحتاجين للوجهاء والوزراء في تكميل ملكهم ونفوذ قوتهم .

(1/75)



فأبطل الله هذا الزعم وبين أن الشفاعة كلها له ، كما أن الملك كله له ، وأنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه ، ولا يأذن إلا لمن رضي قوله وعمله ، ولا يرضى إلا توحيده وإخلاص العمل له .
فبين أن المشرك ليس له حظ ولا نصيب من الشفاعة .
وبين أن الشفاعة المثبتة التي تقع بإذنه إنما هي الشفاعة لأهل الإخلاص خاصة وأنها كلها منه ، رحمة منه وكرامة للشافع ، ورحمة منه وعفوا عن المشفوع له ، وأنه هو المحمود عليها في الحقيقة ، وهو الذي أذن لمحمد صلى الله عليه وسلم فيها وأناله المقام المحمود .
فهذا ما دل عليه الكتاب والسنة في تفصيل القول في الشفاعة .
وقد ذكر المصنف رحمه الله كلام الشيخ تقي الدين في هذا الموضع وهو كاف شاف .
فالمقصود في هذا الباب ذكر النصوص الدالة على إبطال كل وسيلة وسبب يتعلق به المشركون بآلهتهم ، وأنه ليس لها من الملك شيء ، لا استقلالا ولا مشاركة ولا معاونة ولا مظاهرة ، ولا من الشفاعة شيء .
وإنما ذلك كله لله وحده ، فتعين أن يكون المعبود وحده .

(1/76)



باب
قول الله تعالى
{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [ القصص : 56 ] .
في الصحيح عن ابن المسيب عن أبيه قال : « لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل . فقال له : " يا عم : قل لا إله إلا الله ، كلمة أحاج لك بها عند الله " ، فقالا له : أترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأعادا ، فكان آخر ما قال : هو على ملة عبد المطلب ، وأبى أن يقول لا إله إلا الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لأستغفرن لك ما لم أنه عنك » ، فأنزل الله عز وجل : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ } [ التوبة : 113 ] .
وأنزل الله في أبي طالب : { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } [ القصص : 56 ] .
فيه مسائل
الأولى : تفسير : { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ } .

(1/77)



الثانية : تفسير قوله : { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } .
الثالثة :- وهي المسألة الكبيرة- : تفسير قوله : " قل لا إله إلا الله " . بخلاف ما عليه من يدعي العلم .
الرابعة : أن أبا جهل ومن معه يعرفون مراد النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال للرجل : " قل لا إله إلا الله " فقبح الله مَن أبو جهل أعلم منه بأصل الإسلام .
الخامسة : جده صلى الله عليه وسلم ومبالغته في إسلام عمه .
السادسة : الرد على من زعم إسلام عبد المطلب وأسلافه .
السابعة : كونه صلى الله عليه وسلم استغفر له فلم يغفر له بل نهي عن ذلك .
الثامنة : مضرة أصحاب السوء على الإنسان .
التاسعة : مضرة تعظيم الأسلاف والأكابر .
العاشرة : استدلال الجاهلية بذلك .
الحادية عشرة : الشاهد لكون الأعمال بالخواتيم لأنه لو قالها لنفعته .
الثانية عشرة : التأمل في كبر هذه الشبهة في قلوب الضالين لأن في القصة أنهم لم يجادلوه إلا بها مع مبالغته صلى الله عليه وسلم وتكريره ، فلأجل عظمتها ووضوحها عندهم اقتصروا عليها .

باب

(1/78)



قول الله تعالى:
{ إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } .
وهذا الباب أيضا نظير الباب الذي قبله ، وذلك أنه إذا كان صلى الله عليه وسلم وهو أفضل الخلق على الإطلاق وأعظمهم عند الله جاها وأقربهم إليه وسيلة ، لا يقدر على هداية من أحب هداية التوفيق وإنما الهداية كلها بيد الله ، فهو الذي تفرد بهداية القلوب كما تفرد بخلق المخلوقات فتبين أنه الإله الحق .
وأما قوله تعالى : { وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [ الشورى : 52 ] .
فالمراد بالهداية هنا : هداية البيان . وهو صلى الله عليه وسلم المبلغ عن الله وحيه الذي اهتدى به الخلق .

(1/79)



باب
ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين
وقول الله- عز وجل- { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ } [ النساء : 171 ] .
وفي الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى : { وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا } [ نوح : 23 ] قال : " هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم : أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا وسموها بأسمائهم ، ففعلوا ولم تعبد حتى إذ هلك أولئك ونسي العلم ، عبدت " .
وقال ابن القيم : قال غير واحد من السلف : لما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم .
وعن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد .
فقولوا : عبد الله ورسوله » . أخرجاه .
وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إياكم والغلو ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو » .

(1/80)



ولمسلم عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « هلك المتنطعون » قالها ثلاثا .
فيه مسائل
الأولى : أن من فهم هذا الباب وبابين بعده تبين غربة الإسلام ، ورأى من قدرة الله وتقليبه للقلوب العجب .
الثانية : معرفة أول شرك حدث في الأرض أنه كان بشبهة الصالحين .
الثالثة : أول شيء غير به دين الأنبياء وما سبب ذلك مع معرفة أن الله أرسلهم .
الرابعة : قبول البدع مع كون الشرائع والفطر تردها .
الخامسة : أن سبب ذلك كله مزج الحق بالباطل .
فالأول : محبة الصالحين .
والثاني : فعل أناس من أهل العلم والدين شيئا أرادوا به خيرا ، فظن من بعدهم أنهم أرادوا به غيره .
السادسة : تفسير الآية التي في سورة نوح .
السابعة : جبلة الآدمي في كون الحق ينقص في قلبه والباطل يزيد .
الثامنة : فيه شاهد لما نقل عن بعض السلف أن البدع سبب الكفر . " وأنها أحب إلى إبليس من المعصية لأن المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها " .
التاسعة : معرفة الشيطان بما تؤول إليه البدعة ولو حسن قصد الفاعل .
العاشرة : معرفة القاعدة الكلية وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما يؤول إليه .
الحادية عشرة : مضرة العكوف على القبر لأجل عمل صالح .

(1/81)



الثانية عشرة : معرفة النهي عن التماثيل والحكمة في إزالتها .
الثالثة عشرة : معرفة عظم شأن هذه القصة وشدة الحاجة إليها مع الغفلة عنها .
الرابعة عشرة :- وهي أعجب العجب- قراءتهم [ أي أهل البدع ] إياها في كتب التفسير والحديث ومعرفتهم بمعنى الكلام ، وكون الله حال بينهم وبين قلوبهم حتى اعتقدوا أن فعل قوم نوح هو أفضل العبادات ، واعتقدوا أن ما نهى الله ورسوله عنه فهو الكفر المبيح للدم والمال .
الخامسة عشرة : التصريح بأنهم لم يريدوا إلا الشفاعة .
السادسة عشرة : ظنهم أن العلماء الذين صوروا الصور أرادوا ذلك .
السابعة عشرة : البيان العظيم في قوله : « لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم » . فصلوات الله وسلامه على من بلغ البلاغ المبين .
الثامنة عشرة : نصيحته إيانا بهلاك المتنطعين .
التاسعة عشرة : التصريح بأنها لم تعبد حتى نسي العلم ، ففي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الاول
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثالث
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الرابع!!!
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الخامس!!!
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع السادس!!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد :: الاقسام الشرعية :: مكتبـــه المنتدى-
انتقل الى: