مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
يسعدنا تسجيلكم ومشاركتكم اسره المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
يسعدنا تسجيلكم ومشاركتكم اسره المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد

حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته,,الى اخواننا الاعضاء والمشرفين والاداريين نبلغكم بانتقال المنتدى الى الرابط التالي http://altawhed.tk/ علما ان المنتدى هذا سيغلق بعد مده نسئلكم الدعاء وننتظر دعمكم للمنتدى الجديد وفقنا الله واياكم

 

 القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثالث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حامل المسك1
المدير العام
المدير العام
حامل المسك1


القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثالث 190070434
عدد المساهمات : 226
نقاط : 421
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
الموقع : بلاد الرافدين

القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثالث Empty
مُساهمةموضوع: القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثالث   القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثالث I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 8:22 am


باب
ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين

(1/82)



والغلو هو مجاوزة الحد بأن يجعل للصالحين من حقوق الله الخاصة به شيء ، فإن حق الله الذي لا يشاركه فيه مشارك هو الكمال المطلق والغنى المطلق والتصرف المطلق ، من جميع الوجوه ، وأنه لا يستحق العبادة والتأله أحد سواه .
فمن غلا بأحد المخلوقين حتى جعل له نصيبا من هذه الأشياء فقد ساوى به رب العالمين ، وذلك أعظم الشرك .
* واعلم أن الحقوق ثلاثة :
حق خاص لله لا يشاركه فيه مشارك وهو التأله له وعبادته وحده لا شريك له ، والرغبة والإنابة إليه حبا وخوفا ورجاء .
وحق خاص للرسل وهو توقيرهم وتبجيلهم والقيام بحقوقهم الخاصة .
وحق مشترك وهو الإيمان بالله ورسله وطاعة الله ورسله ومحبة الله ومحبة رسله ، ولكن هذه لله أصلا وللرسل تبعا لحق الله .
فأهل الحق يعرفون الفرقان بين هذه الحقوق الثلاثة ، فيقومون بعبودية الله وإخلاص الدين له ، ويقومون بحق رسله وأوليائه على اختلاف منازلهم ومراتبهم . والله أعلم .
(1)
_________
(1) يراجع كتاب تيسير العزيز الحميد « في نفس الباب » .

(1/83)



باب
ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده
في الصحيح عن عائشة أن أم سلمة « ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور ، فقال : " أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح- أو العبد الصالح- بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله » . فهؤلاء جمعوا بين فتنتين : فتنة القبور وفتنة التماثيل .
ولهما عنها قالت : لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه ، فإذا اغتم بها كشفها فقال وهو كذلك : « لعنة الله على اليهود والنصارى ، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » يحذر ما صنعوا ، ولولا ذلك أبرز قبره ، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا . أخرجاه .
ولمسلم عن جندب بن عبد الله قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول : « إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل ، فإن الله قد اتخذني خليلا ، كما اتخذ إبراهيم خليلا . ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد ، فإني أنهاكم عن ذلك » .

(1/84)



فقد نهى عنه في آخر حياته ثم إنه لعن- وهو في السياق- من فعله . والصلاة عندها من ذلك ، وإن لم يبن مسجد ، وهو معنى قولها : خشي أن يتخذ مسجدا . فإن الصحابة لم يكونوا ليبنوا حول- قبره مسجدا وكل موضع قصدت الصلاة فيه فقد اتخذ مسجدا ، بل كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا كما قال صلى الله عليه وسلم : « جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا » .
ولأحمد بسند جيد عن ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعا : « إن من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ، والذين يتخذون القبور مساجد » . ورواه أبو حاتم في صحيحه .
فيه مسائل
الأولى : ما ذكر الرسول فيمن بنى مسجدا يعبد الله فيه عند قبر رجل صالح ولو صحت نية الفاعل .
الثانية : النهي عن التماثيل وغلظ الأمر في ذلك .
الثالثة : العبرة في مبالغته صلى الله عليه وسلم في ذلك . كيف بين لهم هذا أولا ، ثم قبل موته صلى الله عليه وسلم قال ما قال ، ثم لما كان في السياق لم يكتف بما تقدم .
الرابعة : نهيه عن فعله عند قبره قبل أن يوجد القبر .
الخامسة : أنه من سنن اليهود والنصارى في قبور أنبيائهم .
السادسة : لعنه إياهم على ذلك .
السابعة : أن مراده تحذيره إيانا عن قبره .

(1/85)



الثامنة : العلة في عدم إبراز قبره .
التاسعة : في معنى اتخاذها مسجدا .
العاشرة : أنه قرن بين من اتخذها مسجدا ، وبين من تقوم عليهم الساعة ، فذكر الذريعة إلى الشرك قبل وقوعه مع خاتمته .
الحادية عشرة : ذكره في خطبته قبل موته بخمس : الرد على الطائفتين اللتين هما أشر أهل البدع ، بل أخرجهم بعض أهل العلم من الثنتين والسبعين فرقة ، وهم الرافضة والجهمية . وبسبب الرافضة حدث الشرك وعبادة القبور ، وهم أول من بنى عليها المساجد .
الثانية عشرة : ما بلي به صلى الله عليه وسلم من شدة النزع .
الثالثة عشرة : ما أكرم به من الخلة .
الرابعة عشرة : التصريح بأنها أعلى من المحبة .
الخامسة عشرة : التصريح بأن الصديق أفضل الصحابة .
السادسة عشرة : الإشارة إلى خلافته .
* * *

(1/86)



باب
ما جاء في أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله
روى مالك في الموطأ : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد » .
ولابن جرير بسنده عن سفيان عن منصور عن مجاهد : { أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى } [ النجم : 19 ] .
قال : كان يلت لهم السويق ، فمات فعكفوا على قبره .
وكذا قال أبو الجوزاء عن ابن عباس : كان يلت لهم السويق للحاج .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : « لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور ، والمتخذين عليها المساجد والسرج » . رواه أهل السنن .
فيه مسائل
الأولى : تفسير الأوثان .
الثانية : تفسير العبادة .
الثالثة : أنه صلى الله عليه وسلم لم يستعذ إلا مما يخاف وقوعه .
الرابعة : قرنه بهذا اتخاذ قبور الأنبياء مساجد .
الخامسة : ذكر شدة الغضب من الله .
السادسة :- وهي من أهمها- صفة معرفة عبادة اللات التي هي من أكبر الأوثان .
السابعة : معرفة أنه قبر رجل صالح .
الثامنة : أنه اسم صاحب القبر وذكر معنى التسمية .
التاسعة : لعنة زوارات القبور .
العاشرة : لعنة من أسرجها .

باب

(1/87)



ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده !! ، باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا تعبد من دون الله .
ما ذكر المصنف في البابين يتضح بذكر تفصيل القول فيما يفعل عند قبور الصالحين وغيرهم .
وذلك أن ما يفعل عندها نوعان : مشروع وممنوع .
أما المشروع فهو ما شرعه الشارع من زيارة القبور على الوجه الشرعي من غير شد رحل ، يزورها المسلم متبعا للسنة فيدعو لأهلها عموما ولأقاربه ومعارفه خصوصا فيكون محسنا إليهم بالدعاء لهم وطلب العفو والمغفرة والرحمة لهم ، ومحسنا إلى نفسه باتباع السنة وتذكر الآخرة والاعتبار بها والاتعاظ .
وأما الممنوع فإنه نوعان :
أحدهما : محزم ووسيلة للشرك كالتمسح بها والتوسل إلى الله بأهلها ، والصلاة عندها ، وكإسراجها والبناء عليها ، والغلو فيها وفي أهلها إذا لم يبلغ رتبة العبادة .
والنوع الثاني : شرك أكبر كدعاء أهل القبور والاستغاثة بهم وطلب الحوائج الدنيوية والأخروية منهم ، فهذا شرك أكبر ، وهو عين ما يفعله عباد الأصنام مع أصنامهم .

(1/88)



ولا فرق في هذا بين أن يعتقد الفاعل لذلك أنهم مستقلون في تحصيل مطالبه ، أو متوسطون إلى الله ، فإن المشركين يقولون : { مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى } [ الزمر : 3 ] { وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ } [ يونس : 18 ] .
فمن زعم أنه لا يكفر من دعا أهل القبور حتى يعتقد أنهم مستقلون بالنفع ودفع الضرر ، وأن من اعتقد أن الله هو الفاعل وأنهم وسائط بين الله وبين من دعاهم واستغاث بهم يكفر .
من زعم ذلك فقد كذب ما جاء به الكتاب والسنة ، وأجمعت عليه الأمة من أن من دعا غير الله فهو مشرك كافر في الحالين المذكورين سواء اعتقدهم مستقلين أو متوسطين .
وهذا معلوم بالضرورة من دين الإسلام . فعليك بهذا التفصيل الذي يحصل به الفرقان في هذا الباب المهم الذي حصل به من الاضطراب والفتنة ما حصل ، ولم ينج من فتنته إلا من عرف الحق واتبعه .

(1/89)



باب
ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك
وقول الله تعالى : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }{ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } [ التوبة : 128- 129 ] .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تجعلوا بيوتكم قبورا ، ولا تجعلوا قبري عيدا ، وصلوا علي ، فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم » .
رواه أبو داود بإسناد حسن . ورواته ثقات .
وعن علي بن الحسين رضي الله عنه : أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ، فيدخل فيها فيدعو فنهاه ، وقال ، ألا أحدثكم حديثا سمعته من أبي عن جدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تتخذوا قبري عيدا ، ولا بيوتكم قبورا ، وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كنتم » . رواه في المختارة .
فيه مسائل
الأولى : تفسير آية براءة .
الثانية : إبعاده أمته عن هذا الحمى غاية البعد .

(1/90)



الثالثة : ذكر حرصه علينا ورأفته ورحمته .
الرابعة : نهيه عن زيارة قبره على وجه مخصوص ، ومع أن زيارته من أفضل الأعمال .
الخامسة : نهيه عن الإكثار من الزيارة .
السادسة : حثه على النافلة في البيت .
السابعة : لأنه متقرر عندهم أنه لا يصلى في المقبرة .
الثامنة : تعليل ذلك بأن صلاة الرجل وسلامه عليه يبلغه وإن بعد ، فلا حاجة إلى ما يتوهمه من أراد القرب .
التاسعة : كونه صلى الله عليه وسلم البرزخ تعرض أعمال أمته في الصلاة والسلام عليه .

باب
ما جاء في حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك
من تأمل نصوص الكتاب والسنة في هذا الباب رأى نصوصا كثيرة تحث على القيام بكل ما يقوي التوحيد وينميه ويغذيه ، من الحث على الإنابة إلى الله وانحصاره في تعلق القلب بالله رغبة ورهبة ، وقوة الطمع في فضله وإحسانه والسعي لتحصيل ذلك ، وإلى التحرر من رق المخلوقين وعدم التعلق بهم بوجه من الوجوه ، أو الغلو في أحد منهم ، والقيام التام بالأعمال الظاهرة والباطنة وتكميلها وخصوصا حث النصوص على روح العبودية وهو الإخلاص التام لله وحده .

(1/91)



ثم في مقابلة ذلك نهى عن أقوال وأفعال فيها الغلو بالمخلوقين ، ونهى عن التشبه بالمشركين لأنه يدعو إلى الميل إليهم .
ونهى عن أقوال وأفعال يخشى أن يتوصل بها إلى الشرك كل ذلك حماية للتوحيد .
ونهى عن كل سبب يوصل إلى الشرك ، وذلك رحمة بالمؤمنين ليتحققوا بالقيام بما خلقوا له من عبودية الله الظاهرة والباطنة وتكميلها ، لتكمل لهم السعادة والفلاح .
وشواهد هذه الأمور كثيرة معروفة .

(1/92)



باب
ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
وقول الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلَاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا } [ النساء : 51 ] .
وقوله تعالى : { قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ } [ المائدة : 60 ] .
وقوله تعالى : { قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا } [ الكهف : 21 ] .
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لتتبعن سنن من كان قبلكم ، حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " . قالوا : يا رسول الله : اليهود والنصارى ؟ قال : " فمن ؟! » . أخرجاه .

(1/93)



ولمسلم عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها ، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها ، وأعطيت الكنزين : الأحمر والأبيض ، وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة ، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم ، فيستبيح بيضتهم ، وإن ربي قال : يا محمد ، إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد ، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة ، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم ، ولو اجتمع عليهم من بأقطارها ، حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، ويسبي بعضهم بعضا » .
ورواه البرقاني في صحيحه ، وزاد : « وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين ، وإذا وقع عليهم السيف لم يرفع إلى يوم القيامة ، ولا تقوم الساعة حتى يلحق حي من أمتي بالمشركين ، وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان ، وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون ، كلهم يزعم أنه نبي ، وأنا خاتم النبيين ، لا نبي بعدي ، ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى » .
وفيه مسائل
الأولى : تفسير آية النساء .
الثانية : تفسير آية المائدة .

(1/94)



الثالثة : تفسير آية الكهف .
الرابعة :- وهي أهمها- : ما معنى الإيمان بالجبت والطاغوت في هذا الموضع ؟ هل هو اعتقاد قلب ؟ أو هو موافقة أصحابها مع بغضها ومعرفة بطلانها ؟ .
الخامسة : قولهم : أن الكفار الذين يعرفون كفرهم أهدى سبيلا من المؤمنين .
السادسة :- وهي المقصودة بالترجمة - أن هذا لا بد أن يوجد في هذه الأمة كما تقرر في حديث أبي سعيد في جموع كثيرة .
السابعة : التصريح بوقوعها : أعني عبادة الأوثان في هذه الأمة في جموع كثيرة .
الثامنة : العجب العجاب : خروج من يدعي النبوة مثل المختار مع تكلمه بالشهادتين وتصريحه بأنه من هذه الأمة ، وأن الرسول حق ، وأن القرآن حق وفيه أن محمدا خاتم النبيين ، ومع هذا يصدق في هذا كله مع التضاد الواضح ، وقد خرج المختار في آخر عصر الصحابة وتبعه فئام كثيرة .
التاسعة : البشارة بأن الحق لا يزول بالكلية كما زال فيما ومضى ، بل لا تزال عليه طائفة .
العاشرة : الآية العظمى : أنهم مع قلتهم لا يضرهم من خذلهم ، ولا من خالفهم .
الحادية عشرة : أن ذلك الشرط إلى قيام الساعة .
الثانية عشرة : ما فيه من الآيات العظيمة :

(1/95)



منها إخباره بالله زوى له المشارق والمغارب ، وأخبر بمعنى ذلك فوقع كما أخبر بخلاف الجنوب والشمال .
وإخباره بأنه أعطي الكنزين .
وإخباره بإجابة دعوته لأمته في الاثنتين .
وإخباره بأنه منع الثالثة .
وإخباره بوقوع السيف ، وأنه لا يرفع إذا وقع .
وإخباره بإهلاك بعضهم بعضا ، وسبي بعضهم بعضا ، وخوفه على أمته من الأئمة المضلين .
وإخباره بظهور المتنبنين في هذه الأمة .
وإخباره ببقاء الطائفة المنصورة . وكل هذا وقع كما أخبر مع أن كل واحدة منها أبعد ما يكون في العقول .
الثالثة عشرة : حصر الخوف على أمته من الأئمة المضلين .
الرابعة عشرة : التنبيه على معنى عبادة الأوثان .

باب
ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
مقصود هذه الترجمة الحذر من الشرك والخوف منه ، وأنه أمر واقع في هذه الأمة لا محالة ، والرد على من زعم أن من قال : لا أنه إلا الله ، وتسمى بالإسلام أنه يبقى على إسلامه ولو فعل ما ينافيه من الاستغاثة بأهل القبور ودعائهم ، وسمى ذلك توسلا لا عبادة فإن هذا باطل .

(1/96)



فإن الوثن اسم جامع لكل ما عبد من دون الله لا فرق بين الأشجار والأحجار والأبنية ، ولا بين الأنبياء والصالحين والطالحين في هذا الموضع- وهو العبادة- فإنها حق الله وحده ، فمن دعا غير الله أو عبده فقد اتخذه وثنا وخرج بذلك عن الدين ، ولم ينفعه انتسابه إلى الإسلام ، فكم انتسب إلى الإسلام من مشرك وملحد وكافر ، منافق . والعبرة بروح الدين وحقيقته لا بمجرد الأسامي والألفاظ التي لا حقيقة لها .
(1/97)



باب
ما جاء في السحر
وقول الله تعالى : { وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ } [ البقرة : 102 ] .
وقوله : { يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ } [ النساء : 51 ] .
قال عمر : الجبت : السحر ، والطاغوت : الشيطان . وقال جابر : " الطواغيت كهان ينزل عليهم الشيطان ، في كل حي واحد " .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « اجتنبوا السبع الموبقات " قالوا : يا رسول الله وما هن ؟ قال : " الشرك بالله ، والسحر ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وأكل الربا ، وأكل مال اليتيم ، والتولي يوم الزحف ، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات » .
وعن جندب مرفوعا : « حد الساحر ضربه بالسيف » . رواه الترمذي . وقال : الصحيح أنه موقوف .
وفي صحيح البخاري عن بجالة بن عبدة قال : كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أن اقتلوا كل ساحر وساحرة ، قال : فقتلنا ثلاث سواحر .
وصح عن حفصة رضي الله عنها أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها ، فقتلت . وكذلك صح عن جندب ، قال أحمد : عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
فيه مسائل
الأولى : تفسير آية البقرة .

(1/98)



الثانية : تفسير آية النساء .
الثالثة : تفسير الجبت والطاغوت والفرق بينهما .
الرابعة : أن الطاغوت قد يكون من الجن وقد يكون من الإنس .
الخامسة : معرفة السبع الموبقات المخصوصات بالنهي .
السادسة : أن الساحر يكفر .
السابعة : أنه يقتل ولا يستتاب .
الثامنة : وجود هذا في المسلمين على عهد عمر فكيف بعده ؟ .

(1/99)



باب
بيان شيء من أنواع السحر
قال أحمد : حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا عوف عن حيان بن العلاء ، حدثنا قطن بن قبيصة عن أبيه ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن العيافة والطرق والطيرة من الجبت » .
قال عوف : العيافة : زجر الطير ، والطرق : الخط يخط بالأرض . والجبت : قال الحسن : رنة الشيطان . إسناده جيد .
ولأبي داود والنسائي وابن حبان في صحيحه المسند منه .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر ، زاد ما زاد » . رواه أبو داود وإسناده صحيح .
وللنسائي من حديث أبي هريرة : « من عقد عقدة ثم نفث فيها فقد سحر ، ومن سحر فقد أشرك ، ومن تعلق شيئا وكل إليه » .
وعن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ألا هل أنبئكم ما العضه ؟ هي النميمة ، القالة بين الناس » . رواه مسلم .
ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن من البيان لسحرا » .
فيه مسائل
الأولى : أن العيافة والطرق والطيرة من الجبت .
الثانية : تفسير العيافة والطرق .
الثالثة : أن علم النجوم نوع من أنواع السحر .

(1/100)



الرابعة : أن العقد مع النفث من ذلك .
الخامسة : أن النميمة من ذلك .
السادسة : أن من ذلك بعض الفصاحة .

باب السحر ، وباب
شيء من أنواع السحر
وجه إدخال السحر في أبواب التوحيد أن كثيرا من أقسامه لا يتأتى إلا بالشرك والتوسل بالأرواح الشيطانية ، إلى مقاصد الساحر فلا يتم للعبد توحيد حتى يدع السحر كله قليله وكثيره .
ولهذا قرنه الشارع بالشرك ، فالسحر يدخل في الشرك من جهتين :
من جهة ما فيه من استخدام الشياطين ومن التعلق بهم وربما تقرب إليهم بما يحبون ليقوموا بخدمته ومطلوبه .
ومن جهة ما فيه من دعوى علم الغيب ودعوى مشاركة الله في علمه وسلوك الطرق المفضية إلى ذلك ، وذلك من شعب الشرك والكفر .
وفيه أيضا من التصرفات المحرمة والأفعال القبيحة كالقمل والتفريق بين المتحابين والصرف والعطف والسعي في تغيير العقول ، وهذا من أفظع المحرمات ، وذلك من الشرك ووسائله ولذلك تعين قتل الساحر لشدة مضرته وإفساده .
ومن أنواعه الواقعة في كثير من الناس النميمة ، لمشاركتها للسحر في التفريق بين الناس ، وتغيير قلوب المتحابين وتلقيح الشرور .
فالسحر أنواع ودركات بعضها أقبح وأسفل من بعض .

(1/101)
يتبع
اخوكم
ابوعزام الانصاري
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثالث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع السابع,,,,
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الاول
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الرابع!!!
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الخامس!!!
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع السادس!!!

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد :: الاقسام الشرعية :: مكتبـــه المنتدى-
انتقل الى: