مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
يسعدنا تسجيلكم ومشاركتكم اسره المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
يسعدنا تسجيلكم ومشاركتكم اسره المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد

حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته,,الى اخواننا الاعضاء والمشرفين والاداريين نبلغكم بانتقال المنتدى الى الرابط التالي http://altawhed.tk/ علما ان المنتدى هذا سيغلق بعد مده نسئلكم الدعاء وننتظر دعمكم للمنتدى الجديد وفقنا الله واياكم

 

 القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الاول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حامل المسك1
المدير العام
المدير العام
حامل المسك1


القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الاول 190070434
عدد المساهمات : 226
نقاط : 421
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
الموقع : بلاد الرافدين

القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الاول Empty
مُساهمةموضوع: القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الاول   القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الاول I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 7:32 am

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى اخوتي مني السلام تحية
الى الاسود في كل مكان واخص منهم اسود الاسلام في سجون الظلم والكفر
فرج الله عنهم يارب
اقدم لكم شيء بسيط لنصرتكم عسى الله ان يغفر لنا عجزنا لنصرتكم
الله المستعان


تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة


الكتاب : القول السديد شرح كتاب التوحيد
المؤلف : الإمام محمد بن عبد الوهاب
الطبعة : الثانية
الناشر : وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية

تاريخ النشر : 1421هـ
عدد الصفحات : 223
عدد الأجزاء : 1


بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
بقلم العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي وهي تشتمل على صفوة عقيدة أهل السنة وخلاصتها المستمدة من الكتاب والسنة .
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
أما بعد : فقد سبق أن كتبنا تعليقا لطيفا في موضوعات كتاب التوحيد لشيخ الإسلام ( محمد بن عبد الوهاب ) قدس الله روحه ، فحصل فيه نفع ومعونة للمشتغلين ، ومساعدة للمعلمين ، لما فيه من التفصيلات النافعة مع الوضوح التام . وطبع بمطبعة الإمام ثم نفدت نسخه مع كثرة الطلب عليه . ودعت الحاجة الشديدة إلى إعادة طبعه ونشره ، وفي هذه المرة بدا لي أن أقدم أمام ذلك مقدمة مختصرة تحتوي على مجملات عقائد أهل السنة ، في الأصول وتوابعها ، فأقول مستعينا بالله .
وذلك أنهم يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره .
فيشهدون أن الله هو الرب الإله المعبود ، المتفرد بكل كمال ، فيعبدونه وحده مخلصين له الدين .

(1/1)
[center]


فيقولون : إن الله هو الخالق البارئ المصور الرزاق المعطي المانع المدبر لجميع الأمور .
وأنه المألوه المعبود الموحد المقصود ، وأنه الأول الذي ليس قبله شيء ، الآخر الذي ليس بعده شيء ، الظاهر الذي ليس فوقه شيء ، الباطن الذي ليس دونه شيء .
وأنه العلي الأعلى بكل معنى واعتبار ، علو الذات وعلو القدر ، وعلو القهر .
وأنه على العرش استوى ، استواء يليق بعظمته وجلاله ، ومع علوه المطلق وفوقيته ، فعلمه محيط بالظواهر والبواطن ، والعالم العلوي والسفلي ، وهو مع العباد بعلمه ، يعلم جميع أحوالهم ، وهو القريب المجيب .
وأنه الغني بذاته عن جميع مخلوقاته ، والكل !ليه مفتقرون في إيجادهم وإيجاد ما يحتاجون إليه في جميع الأوقات ، ولا غنى لأحد عنه طرفة عين ، وهو الرؤوف الرحيم ، الذي ما بالعباد من نعمة دينية ولا دنيوية ولا دفع نقمة إلا من الله ، فهو الجالب للنعم ، الدافع للنقم .

(1/2)



ومن رحمته أنه ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا يستعرض حاجات العباد حين يبقى ثلث الليل الآخر . فيقول : " لا أسأل عن عبادي غيري ، من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ، من ذا الذي يسألني فأعطيه ، من ذا الذي يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر " ، فهو ينزل كما يشاء ويفعل ما يريد .
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } [ الشورى : 11 ]
ويعتقدون أنه الحكيم ، الذي له الحكمة التامة في شرعه وقدره ، فما خلق شيئا عبثا ، ولا شرع الشرائع إلا للمصالح والحكم .
وأنه التواب العفو الغفور ، يقبل التوبة عن عباده ، ويعفو عن السيئات ، ويغفر الذنوب العظيمة للتائبين والمستغفرين والمنيبين .
وهو الشكور الذي يشكر القليل من العمل ، ويزيد الشاكرين من فضله .
ويصفونه بما وصف به نفسه ، ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من الصفات الذاتية ، كالحياة الكاملة ، والسمع والبصر ، وكمال القدرة ، والعظمة والكبرياء ، والمجد والجلال والجمال ، والحمد المطلق ، ومن صفات الأفعال المتعلقة بمشيئته وقدرته ، كالرحمة ، والرضا ، والسخط ، والكلام ، وأنه يتكلم بما يشاء كيف يشاء ، وكلماته لا تنفد ، ولا تبيد .

(1/3)



وإن القرآن كلام الله غير مخلوق ، منه بدأ ، وإليه يعود .
وأنه لم يزل ولا يزال موصوفا بأنه يفعل ما يريد ، ويتكلم بما شاء ، ويحكم على عباده بأحكامه القدرية وأحكامه الشرعية ، وأحكامه الجزائية . فهو الحاكم المالك ، ومن سواه مملوك محكوم عليه ، فلا خروج للعباد عن ملكه ولا عن حكمه .
ويؤمنون بما جاء به الكتاب وتواترت به السنة : أن المؤمنين يرون ربهم تعالى عيانا جهرة ، وأن نعيم رؤيته والفوز برضوانه أكبر النعيم واللذة .
وأن من مات على غير الإيمان والتوحيد فهو مخلد في نار جهنم أبدا ، وأن أرباب الكبائر إذا ماتوا على غير توبة ولا حصل لهم مكفر لذنوبهم ولا شفاعة فإنهم وإن دخلوا النار لا يخلدون فيها ، ولا يبقى في النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان إلا خرج منها .
وأن الإيمان يشمل عقائد القلوب وأعمالها ، وأعمال الجوارح وأقوال اللسان ، فمن قام بها على الوجه الأكمل فهو المؤمن حقا ، الذي استحق الثواب وسلم من العقاب ، ومن انتقص منها شيئا نقص من إيماله بقدر ذلك . ولذلك كان الإيمان يزيد بالطاعة وفعل الخير ، وينقص بالمعصية والشر .

(1/4)



ومن أصولهم السعي والجد فيما ينفع من أمور الدين والدنيا ، مع الاستعانة بالله . فهم حريصون على ما ينفعهم ويستعينون بالله .
وكذلك يحققون الإخلاص لله في جميع حركاتهم ، ويتبعون رسول الله في الإخلاص للمعبود ، والمتابعة للرسول ، والنصيحة للمؤمنين واتباع طريقهم .
ويشهدون أن محمدا عبده ورسوله أرسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ، وأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وهو خاتم النبيين ، أرسل إلى الإنس والجن بشيرا ونذيرا ، إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، أرسله بصلاح الدين وصلاح الدنيا ، وليقوم الخلق بعبادة الله ويستعينوا برزقه على ذلك .
ويعملون أنه أعلم الخلق وأصدقهم وأنصحهم ، وأعظمهم بيانا ، فيعظمونه ويحبونه ، ويقدمون محبته على محبة الخلق كلهم ، ويتبعونه في أصول دينهم وفروعه .
ويقدمون قوله وهديه على قول كل أحد وهديه .
ويعتقدون أن الله جمع له من الفضائل والخصائص والكمالات ما لم يجمعه لأحد ، فهو أعلى الخلق مقاما وأعظمهم جاها .
وأكملهم في كل فضيلة ، لم يبق خير إلا دل أمته عليه ، ولا شر إلا حذرهم منه .
وكذلك يؤمنون بكل- كتاب أنزله الله ، وكل رسول أرسله الله ، لا يفرقون بين أحد من رسله .

(1/5)



ويؤمنون بالقدر كله ، وأن جميع أعمال العباد- خيرها وشرها- قد أحاط بها علم الله ، وجرى بها قلمه ، ونفذت فيها مشيئته ، وتعلقت بها حكمته ، حيث خلق للعباد قدرة وإرادة ، تقع بها أقوالهم وأفعالهم بحسب مشيئتهم ، لم يجبرهم على شيء منها بل مختارين لها ، وخص المؤمنين بأن حبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم ، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان بعدله وحكمته .
ومن أصول أهل السنة : أنهم يدينون بالنصيحة لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين وعامتهم ، ويأمرون بالمعروف ، وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة ، ويأمرون ببر الوالدين وصلة الأرحام ، والإحسان إلى الجيران والمماليك والمعاملين ، ومن له حق ، وبالإحسان إلى الخلق أجمعين .
ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسنها ، وينهون عن مساوئ الأخلاق وأرذلها .
ويعتقدون أن أكمل المؤمنين إيمانا ويقينا أحسنهم أعمالا وأخلاقا ، وأصدقهم أقوالا ، وأهداهم إلى كل خير وفضيلة ، وأبعدهم من كل رذيلة .
ويأمرون بالقيام بشرائع الدين ، على ما جاء عن نبيهم فيها وفي صفاتها ومكملاتها ، والتحذير عن مفسداتها ومنقصاتها .

(1/6)



ويرون الجهاد في سبيل الله ماضيا مع البر والفاجر ، وأنه ذروة سنام الدين . جهاد العلم والحجة . وجهاد السلاح . وأنه فرض على كل مسلم أن يدافع عن الدين بكل ممكن ومستطاع .
ومن أصولهم الحث على جمع كلمة المسلمين ، والسعي في تقريب قلوبهم وتأليفها ، والتحذير من التفرق والتعادي والتباغض والعمل بكل وسيلة توصل إلى هذا .
ومن أصولهم النهي عن أذية الخلق في دمائهم وأموالهم وأعراضهم وجميع حقوقهم ، والأمر بالعدل والإنصاف في جميع المعاملات ، والندب إلى الإحسان والفضل فيها .
ويؤمنون بأن أفضل الأمم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأفضلهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم خصوصا الخلفاء الراشدون والعشرة المشهود لهم بالجنة وأهل بدر ، وبيعة الرضوان والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار . فيحبون الصحابة ويدينون لله بذلك .
وينشرون محاسنهم ويسكتون عما قيل عن مساوئهم .
ويدينون لله باحترام العلماء الهداة وأئمة العدل ، ومن لهم المقامات العالية في الدين والفضل المتنوع على المسلمين ، ويسألون الله أن يعيذهم من الشك والشرك والشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ، وأن يثبتهم على دين نبيهم إلى الممات .

(1/7)



هذه الأصول الكلية بها يؤمنون ولها يعتقدون ، وإليها يدعون .
(1/Cool



كتاب التوحيد
وقول الله تعالى : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [ الذاريات : 56 ] وقوله : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } [ النحل : 36 ] .
وقوله : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا }{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } [ الإسراء : 23-24 ] .
وقوله : { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } [ النساء : 36 ] .

(1/9)



وقوله : { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا }{ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }{ وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [ الأنعام : 151-153 ] .
(1/10)



قال ابن مسعود : " من أراد أن ينظر إلى وصية محمد صلى الله عليه وسلم التي عليها خاتمه فليقرأ قوله تعالى : { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } [ الأنعام : 151 ] إلى قوله : { وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا } الآية " .
« وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه ، قال : كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار ، فقال لي : " يا معاذ ، أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله " ؟ قلت : الله ورسوله أعلم ؟ قال : " حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شينا ، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا " قلت : يا رسول الله ، أفلا أبشر الناس ؟ قال : " لا تبشرهم فيتكلوا » . أخرجاه في الصحيحين .
* فيه مسائل :
الأولى : الحكمة في خلق الجن والإنس .
الثانية : أن العبادة هي التوحيد : لأن الخصومة فيه .
الثالثة : أن من لم يأت به لم يعبد الله ، ففيه معنى قوله : { وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ } [ الكافرون : 3 ] .
الرابعة : الحكمة في إرسال الرسل .
الخامسة : أن الرسالة عمت كل أمة .
السادسة : أن دين الأنبياء واحد .

(1/11)



السابعة : المسألة الكبيرة : أن عبادة الله لا تحصل إلا بالكفر بالطاغوت ، ففيه معنى قوله- تعالى- : { فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى } الآية [ البقرة : 256 ] .
الثامنة : أن الطاغوت عام في كل ما عبد من دون الله .
التاسعة : عظم شأن ثلاث الآيات المحكمات في سورة الأنعام عند السلف ، وفيها عشر مسائل .
أولاها : النهي عن الشرك .
العاشرة : الآيات المحكمات في سورة الإسراء .
وفيها ثماني عشرة مسألة بدأها الله بقوله :
{ لَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا } [ الإسراء : 22 ] .
وختمها بقوله :
{ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا } [ الإسراء : 39 ] .
ونبهنا الله سبحانه على عظم شأن هذه المسائل بقوله : { ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ } [ الإسراء : 39 ] .
الحادية عشرة : آية سورة النساء التي تسمى آية الحقوق العشرة ، بدأها الله- تعالى- بقوله :
{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا } [ النساء : 36 ] .

(1/12)



الثانية عشرة : التنبيه على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته .
الثالثة عشرة : معرفة حق الله علينا .
الرابعة عشرة : معرفة حق العباد عليه إذا أدوا حقه .
الخامسة عشرة : أن هذه المسألة لا يعرفها أكثر الصحابة .
السادسة عشرة : جواز كتمان العلم للمصلحة .
السابعة عشرة : استحباب بشارة المسلم بما يسره .
الثامنة عشرة : الخوف من الاتكال على سعة رحمة الله .
التاسعة عشرة : قول المسؤول عما لا يعلم : الله ورسوله أعلم .
العشرون : جواز تخصيص بعض الناس بالعلم دون بعض .
الحادية والعشرون : تواضعه صلى الله عليه وسلم لركوب الحمار مع الإرداف عليه .
الثانية والعشرون : جواز الإرداف على الدابة .
الثالثة والعشرون : فضيلة معاذ بن جبل .
الرابعة والعشرون : عظم شأن هذه المسألة .

كتاب التوحيد
هذه الترجمة تدل على مقصود هذا الكتاب من أوله إلى آخره .
ولهذا استغني بها عن الخطبة ، أي أن هذا الكتاب يشتمل على توحيد الإلهية والعبادة بذكر أحكامه ، وحدوده وشروطه ، وفضله وبراهينه ، وأصوله وتفاصيله ، وأسبابه وثمراته ومقتضياته ، وما يزداد به ويقويه ، أو يضعفه ويوهيه ، وما به يتم أو يكمل .

(1/13)



اعلم أن التوحيد المطلق : العلم والاعتراف بتفرد الرب بصفات الكمال ، والإقرار بتوحده بصفات العظمة والجلال ، وإفراده وحده بالعبادة .
وهو ثلاثة أقسام :
أحدها : توحيد الأسماء والصفات :
وهو اعتقاد انفراد الرب- جل جلاله- بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة ، والجلال والجمال التي لا يشاركه فيها مشارك بوجه من الوجوه ، وذلك بإثبات ما أثبته الله لنفسه ، أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من جميع الأسماء والصفات ومعانيها وأحكامها الواردة في الكتاب والسنة على الوجه اللائق بعظمته وجلاله من غير نفي لشيء منها ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل .
ونفي ما نفاه عن نفسه أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم من النقائص والعيوب ، وعن كل ما ينافي كماله . الثاني : توحيد الربوبية :
بأن يعتقد أن الله هو الرب المتفرد بالخلق والرزق والتدبير الذي ربى جميع الخلق بالنعم وربيى خواص خلقه- وهم الأنبياء وأتباعهم- بالعقائد الصحيحة ، والأخلاق الجميلة ، والعلوم النافعة ، والأعمال الصالحة ، وهذه هي التربية النافعة للقلوب والأرواح المثمرة لسعادة الدارين .
الثالث : توحيد الإلهية ويقال له توحيد العبادة :

(1/14)



وهو العلم والاعتراف بأن الله ذو الألوهية والعبودية على خلقه أجمعين ، وإفراده وحده بالعبادة كلها وإخلاص الدين لله وحده ، وهذا الأخير يستلزم القسمين الأولين ويتضمنهما ، لأن الألوهية التي هي صفة تعم أوصاف الكمال وجميع أوصاف الربوبية والعظمة ، فإنه المألوه المعبود لما له من أوصاف العظمة والجلال ، ولما أسداه إلى خلقه من الفواضل والأفضال ، فتوحده تعالى بصفات الكمال وتفرده بالربوبية يلزم منه أن لا يستحق العبادة أحد سواه .
* ومقصود دعوة الرسل من أولهم إلى آخرهم : الدعوة إلى هذا التوحيد .
فذكر المصنف في هذه الترجمة من النصوص ما يدل على أن الله خلق الخلق لعبادته والإخلاص له ، وأن ذلك حقه الواجب المفروض عليهم .
فجميع الكتب السماوية وجميع الرسل دعوا إلى هذا التوحيد ، ونهوا عن ضده من الشرك والتنديد ، وخصوصا محمد صلى الله عليه وسلم .
وهذا القرآن الكريم ، فإنه أمر به وفرضه وقرره أعظم تقرير ، وبئنه أعظم بيان ، وأخبر أنه لا نجاة ولا فلاح ولا سعادة إلا بهذا التوحيد ، وأن جميع الأدلة العقلية والنقلية والأفقية والنفسية أدلة وبراهين على هذا الأمر بهذا التوحيد ووجوبه .

(1/15)



فالتوحيد هو حق الله الواجب على العبيد ، وهو أعظم أوامر الدين وأصل الأصول كلها ، وأساس الأعمال .
(1/16)



باب
فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
وقوله الله تعالى : { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } [ الأنعام : 82 ] .
عن عبادة بن الصامت قال : قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن عيسى عبد الله ورسوله ، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، والجنة حق ، والنار حق ، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل » . أخرجاه .
ولهما في حديث عتبان : « فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله » .
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « قال موسى عليه السلام : يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به ، قال : قل يا موسى لا إله إلا الله ، قال : يا رب كل عبادك يقولون هذا . قال : يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة ، ولا إله الله في كفة ، مالت بهن لا إله إلا الله » . رواه ابن حبان والحاكم وصححه .

(1/17)



وللترمذي - وحسنه - عن أنس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « قال الله تعالى : يا ابن آدم ، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا : لأتيتك بقرابها مغفرة » .
فيه مسائل :
الأولى : سعة فضل الله .
الثانية : كثرة ثواب التوحيد عند الله .
الثالثة : تكفيره مع ذلك للذنوب .
الرابعة : تفسير الآية التي في سورة الأنعام .
الخامسة : تأمل الخمس اللواتي في حديث عبادة .
السادسة : أنك إذا جمعت بينه وبين حديث عتبان وما بعده تبين لك معنى قول : " لا إله إلا الله " وتبين لك خطأ المغرورين .
السابعة : التنبيه للشرط الذي في حديث عتبان .
الثامنة : كون الأنبياء يحتاجون للتنبيه على فضل " لا إله إلا الله " .
التاسعة : التنبيه لرجحانها بجميع المخلوفات مع أن كثيرا ممن يقولها يخف ميزانه .
العاشرة : النص على أن الأرضين سبع كالسماوات .
الحادية عشرة : أن لهن عمارا .
الثانية عشرة : إثبات الصفات خلافا للأشعرية .
الثالثة عشرة : أنك إذا عرفت حديث أنس عرفت أن قوله في حديث عتبان : « فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله » أن ترك الشرك ليس قولها باللسان .

(1/18)



الرابعة عشرة : تأمل الجمع بين كون عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم عبدي الله ورسوليه .
الخامسة عشرة : معرفة اختصاص عيسى بكونه كلمة الله .
السادسة عشرة : معرفة كونه روحا منه .
السابعة عشرة : معرفة فضل الإيمان بالجنة والنار .
الثامنة عشرة : معرفة قوله : " على ما كان من العمل " .
التاسعة عشرة : معرفة أن الميزان له كفتان .
العشرون : معرفة ذكر الوجه .

باب
فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
* لما ذكر في الترجمة السابقة وجوب التوحيد ، وأنه الفرض الأعظم على جميع العبيد ، ذكر هنا فضله وهو آثاره الحميدة ونتائجه الجميلة ، وليس شيء من الأشياء له من الآثار الحسنة ، والفضائل المتنوعة ، مثل التوحيد فإن خير الدنيا والآخرة من ثمرات هذا التوحيد وفضائله .
* فقول المؤلف رحمه الله : ( وما يكفر من الذنوب ) من باب عطف الخاص على العام ، فإن مغفرة الذنوب وتكفير الذنوب من بعض فضائله وآثاره كما ذكر شواهد ذلك في الترجمة .
* ومن فضائله : أنه السبب الأعظم لتفريج كربات الدنيا والآخرة ودفع عقوبتهما .
ومن أجل فوائده أنه يمنع الخلود في النار . إذا كان في القلب منه أذى مثقال حبة خردل .

(1/19)



وأنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية .
* ومنها : أنه يحصل لصاحبه الهدى الكامل والأمن التام في الدنيا والآخرة .
* ومنها : أنه السبب الوحيد لنيل رضا الله وثوابه ، وأن أسعد الناس بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه .
* ومن أعظم فضائله : أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد ، فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت .
* ومن فضائله : أنه يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصبيات ، فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه ، ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي ، لما يخشى من سخطه وعقابه .
* ومنها : أن التوحيد إذا كمل في القلب حب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه ، وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان ، وجعله من الراشدين .
* ومنها : أنه يخفف عن العبد المكاره ويهون عليه الآلام . فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان ، وتلقيه المكاره والآلام بقلب منشرح ونفس مطمئنة وتسليم ورضا بأقدار الله المؤلمة .

(1/20)



* ومن أعظم فضائله : أنه يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم وخوفهم ورجائهم والعمل لأجلهم ، وهذا هو العز الحقيقي والشرف العالي .
ويكون مع ذلك متألها متعبدا لله ، لا يرجو سواه ولا يخشى إلا إياه ، ولا ينيب إلا إليه ، وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه .
* ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء : أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققا كاملا بالإخلاص التام فإنه يصير القليل من عمله كثيرا ، وتضاعف أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب ، ورجحت كلمة الإخلاص في ميزان العبد بحيث لا تقابلها السماوات والأرض وعمارها من جميع خلق الله كما في حديث أبي سعيد المذكور في الترجمة ، وفي حديث البطاقة التي فيها لا إله إلا الله التي وزنت تسعة وتسعين سجلا من الذنوب ، كل سجل يبلغ مد البصر . وذلك لكمال إخلاص قائلها ، وكم ممن يقولها لا تبلغ هذا المبلغ ، لأنه لم يكن في قلبه من التوحيد والإخلاص الكامل مثل ولا قريب مما قام بقلب هذا العبد .
* ومن فضائل التوحيد : أن الله تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى وإصلاح الأحوال والتسديد في الأقوال والأفعال .

(1/21)



* ومنها : أن الله يدافع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة ، ويمن عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة إليه والطمأنينة بذكره ، وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة والله أعلم .
(1/22)



باب
من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
وقول الله تعالى : { إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [ النحل : 120 ] . وقال : { وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ } [ المؤمنون : 59 ] .

(1/23)



عن حصين بن عبد الرحمن قال : كنت عند سعيد بن جبير ، فقال : أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة ؟ فقلت : أنا ، ثم قلت : أما إني لم أكن في صلاة ، ولكني لدغت ، قال : فما صنعت قلت : ارتقيت . قال : فما حملك على ذلك ؟ قلت : حديث حدثناه الشعبي ، قال : وما حدثكم ؟ قلت : حدثنا عن عن بريدة بن الحصيب أنه قال : « لا رقية إلا من عين أو حمة » . قال : قد أحسن من انتهى إلى ما سمع ، ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « عرضت علي الأمم ، فرأيت النبي ومعه الرهط ، والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي وليس معه أحد ، إذ رفع لي سواد عظيم ، فظنت أنهم أمتي ، فقيل لي : هذا موسى وقومه ، فنظرت فإذا سواد عظيم ، فقيل لي : هذه أمتك . ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب » . ثم نهض فدخل منزله ، فخاض الناس في أولئك . فقال بعضهم : فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم : وقال بعضهم : فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام ، فلم يشركوا بالله شيئا .
(1/24)



وذكروا أشياء ، فخرج علهم رسول صلى الله عليه وسلم فأخبروه فقال : « هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون » . فقام عكاشة بن محصن ، فقال : ادع الله أن يجعلني منهم ، قال : « أنت منهم » ، ثم قام رجل آخر فقال : ادع الله أن يجعلني منهم فقال : « سبقك بها عكاشة » .
* فيه مسائل :
الأولى : معرفة مراتب الناس في التوحيد .
الثانية : ما معنى تحقيقه .
الثالثة : ثناؤه سبحانه على إبراهيم بكونه لم يك من المشركين .
الرابعة : ثناؤه على سادات الأولياء بسلامتهم من الشرك .
الخامسة : كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد .
السادسة : كون الجامع لتلك الخصال هو التوكل .
السابعة : عمق علم الصحابة بمعرفتهم أنهم لم ينالوا ذلك إلا بعمل .
الثامنة : حرصهم على الخير .
التاسعة : فضيلة هذه الأمة بالكمية والكيفية .
العاشرة : فضيلة أصحاب موسى .
الحادية عشرة : عرض الأمم عليه ، عليه الصلاة والسلام .
الثانية عشرة : أن كل أمة تحشر وحدها مع نبيها .
الثالثة عشرة : قلة من استجاب للأنبياء .
الرابعة عشرة : أن من لم يجبه أحد يأتي وحده .

(1/25)



الخامسة عشرة : ثمرة هذا العلم وهو عدم الاغترار بالكثرة ، وعدم الزهد في القلة .
السادسة عشرة : الرخصة في الرقية من العين والحمة .
السابعة عشرة : عمق علم السلف لقوله : قد أحسن من انتهى إلى ما سمع ولكن كذا وكذا . فعلم أن الحديث الأول لا يخالف الثاني .
الثامنة عشرة : بعد السلف عن مدح الإنسان بما ليس فيه .
التاسعة عشرة : قوله : « أنت منهم » علم من أعلام النبوة .
العشرون : فضيلة عكاشة .
الحادية والعشرون : استعمال المعاريض .
الثانية والعشرون : حسن خلقه صلى الله عليه وسلم .

باب
من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
وهذا الباب تكميل للباب الذي قبله وتابع له .
فإن تحقيق التوحيد تهذيبه وتصفيته من الشرك الأكبر والأصغر ، ومن البدع القولية الاعتقادية ، والبدع الفعلية العملية ، ومن المعاصي ، وذلك بكمال الإخلاص لله في الأقوال والأفعال والإرادات ، وبالسلامة من الشرك الأكبر المناقض لأصل التوحيد ، ومن الشرك الأصغر المنافي لكماله ، وبالسلامة من البدع والمعاصي التي تكدر التوحيد ، وتمنع كماله وتعوقه عن حصول آثاره .

(1/26)



فمن حقق توحيده بأن امتلأ قلبه من الإيمان والتوحيد والإخلاص ، وصدقته الأعمال بأن انقادت لأوامر الله طائعة منيبة مخبتة إلى الله ولم يجرح ذلك بالإصرار على شيء من المعاصي ، فهذا الذي يدخل الجنة بغير حساب ، ويكون من السابقين إلى دخولها وإلى تبوء المنازل منها .
ومن أخص ما يدخل في تحقيقه : كمال القنوت لله وقوة التوكل على الله بحيث لا يلتف القلب إلى المخلوقين في شأن من شؤونه ، ولا يستشرف إليهم بقلبه ، ولا يسألهم بلسان مقاله أو حاله ، بل يكون ظاهره وباطنه ، وأقواله وأفعاله ، وحبه وبغضه ، وجميع أحواله كلها مقصودا بها وجه الله ، متبعا فيها رسول الله .
والناس في هذا المقام العظيم درجات : { وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا } [ الأنعام : 132 ] .
وليس تحقيق التوحيد بالتمني ولا بالدعاوى الخالية من الحقائق ، ولا بالحلى العاطلة ، وإنما ذلك بما وقر في القلوب من عقائد الإيمان وحقائق الإحسان وصدقته الأخلاق الجميلة ، والأعمال الصالحة الجليلة .
فمن حقق التوحيد على هذا الوجه حصلت له جميع الفضائل المشار إليها في الباب السابق بأكملها والله أعلم .

(1/27)



باب
الخوف من الشرك
وقول الله عز وجل : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [ النساء : 48 ، 116 ] .
وقال الخليل عليه السلام : { وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ } [ إبراهيم : 35 ] .
وفي الحديث : « أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر » ، فسئل عنه ؟ فقال : « الرياء » .
وعن ابن مسعود - رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار » . رواه البخاري .
ولمسلم عن جابر - رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار » . رواه البخاري .
فيه مسائل
الأولى : الخوف من الشرك .
الثانية : أن الرياء من الشرك .
الثالثة : أنه من الشرك الأصغر .
الرابعة : أنه أخوف ما يخاف منه على الصالحين .
الخامسة : قرب الجنة والنار .
السادسة : الجمع بين قربهما في حديث واحد .
السابعة : أنه من لقيه لا يشرك به شيئا دخل الجنة ، ومن لقيه يشرك به شيئا دخل النار ، ولو كان من أعبد الناس .

(1/28)



الثامنة : المسألة العظيمة سؤال الخليل له ولبنيه وقاية عبادة الأصنام .
التاسعة : اعتباره بحال الأكثر لقوله : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ } [ إبراهيم : 36 ] .
العاشرة : فيه تفسير ( لا إله إلا الله ) كما ذكره البخاري .
الحادية عشرة : فضيلة من سلم من الشرك .

باب
الخوف من الشرك
الشرك في توحيد الإلهية والعبادة ينافي التوحيد كل المنافاة وهو نوعان : شرك أكبر جلي ، وشرك أصغر خفي .
فأما الشرك الأكبر :
فهو أن يجعل لله ندا يدعوه كما يدعو الله أو يخافه أو يرجوه أو يحبه كحب الله ، أو يصرف له نوعا من أنواع العبادة ، فهذا الشرك لا يبقى مع صاحبه من التوحيد شيء ، وهذا المشرك الذي حرم الله عليه الجنة ومأواه النار . ولا فرق في هذا بين أن يسمي تلك العبادة التي صرفها لغير الله عبادة ، أو يسميها توسلا ، أو يسميها بغير ذلك من الأسماء فكل ذلك شرك أكبر ، لأن العبرة بحقائق الأشياء ومعانيها دون ألفاظها وعباراتها .
وأما الشرك الأصغر :
فهو جميع الأقوال والأفعال التي يتوسل بها إلى الشرك ، كالغلو في المخلوق الذي لا يبلغ رتبة العبادة ، وكالحلف بغير الله ويسير الرياء ونحو ذلك .

(1/29)



فإذا كان الشرك ينافي التوحيد ويوجب دخول النار والخلود فيها وحرمان الجنة إذا كان أكبر ، ولا تتحقق السعادة إلأ بالسلامة منه ، كان حقا على العبد أن يخاف منه أعظم خوف وأن يسعى في الفرار منه ومن طرقه ووسائله وأسبابه ، ويسأل الله العافية منه كما فعل ذلك الأنبياء والأصفياء وخيار الخلق .
وعلى العبد أن يجتهد في تنمية الإخلاص في قلبه وتقويته ، وذلك بكمال التعلق بالله تألها وإنابة وخوفا ورجاء وطمعا وقصدا لمرضاته وثوابه في كل ما يفعله العبد وما يتركه من الأمور الظاهرة والباطنة ، فإن الإخلاص بطبيعته يدفع الشرك اثبر والأصغر ، وكل من وقع منه نوع من الشرك فلضعف إخلاصه .

(1/30)



باب
الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله
وقول الله تعالى : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ } [ يوسف : 108 ] .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما بعث معاذا إلى اليمن ، قال : « إنك تأتي قوما من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله » .
وفي رواية- : « إلى أن يوحدوا الله فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوك لذلك ، فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم ، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم ، واتق دعوة المظلوم ؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب » . أخرجاه .

(1/31)



ولهما عن سهل بن سعد - رضي الله عنه- : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال يوم خيبر : « لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، يفتح الله على يديه » . فبات الناس يدوكون ليلتهم ، أيهم يعطاها ، فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم : كلهم يرجو أن يعطاها ، فقال : « أين علي بن أبي طالب » ؟ . فقيل : هو يشتكي عينيه ، فأرسلوا إليه فأتي به ، فبصق في عينيه ودعا له فبريء كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه الراية ، فقال : « انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم » يدوكون : أي يخوضون .
فيه مسائل
الأولى : أن الدعوة إلى الله طريق من اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الثانية : التنبيه على الإخلاص ، لأن كثيرا من الناس لو دعا إلى الحق ، فهو يدعو إلى نفسه .
الثالثة : أن البصيرة من الفرائض .
الرابعة : من دلائل حسن التوحيد : أنه تنزيه الله تعالى عن المسبة .
الخامسة : أن من قبح الشرك كونه مسبة لله .

(1/32)



السادسة : وهي من أهمها- : إبعاد المسلم عن المشركين لا يصير منهم ولو لم يشرك .
السابعة : كون التوحيد أول واجب .
الثامنة : أن يبدأ به قبل كل شيء حتى الصلاة .
التاسعة : أن معنى : " أن يوحدوا الله " معنى شهادة : أن لا إله إلا الله .
العاشرة : أن الإنسان قد يكون من أهل الكتاب وهو لا يعرفها ، أو يعرفها ولا يعمل بها .
الحادية عشرة : التنبيه على التعليم بالتدريج .
الثانية عشرة : البداءة بالأهم فالأهم .
الثالثة عشرة : مصرف الزكاة .
الرابعة عشرة : كشف العالم الشبهة عن المتعلم .
الخامسة عشرة : النهي عن كرائم الأموال .
السادسة عشرة : اتقاء دعوة المظلوم .
السابعة عشرة : الإخبار بأنها لا تحجب .
الثامنة عشرة : من أدلة التوحيد ما جرى على سيد المرسلين وسادات الأولياء من المشقة والجوع والوباء .
التاسعة عشرة : قوله : " لأعطين الراية " . الخ . علم من أعلام النبوة .
العشرون : تفله في عينيه علم من أعلامها أيضا .
الحادية والعشرون : فضيلة علي رضي الله عنه .
الثانية والعشرون : فضل الصحابة في دوكهم تلك الليلة ، وشغلهم عن بشارة الفتح .
الثالثة والعشرون : الإيمان بالقدر ، لحصولها لمن لم يسع لها ومنعها عمن سعى .

(1/33)



الرابعة والعشرون : الأدب في قوله : " على رسلك " .
الخامسة والعشرون : الدعوة إلى الإسلام قبل القتال .
السادسة والعشرون : أنه مشروع لمن دعوا قبل ذلك وقوتلوا .
السابعة والعشرون : الدعوة بالحكمة لقوله : " أخبرهم بما يجب عليهم " .
الثامنة والعشرون : المعرفة بحق الله في الإسلام .
التاسعة والعشرون : ثواب من اهتدى على يديه رجل واحد .
الثلاثون : الحلف على الفتيا .

باب
الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله
وهذا الترتيب الذي صنعه المؤلف في هذا الأبواب في غاية المناسبة ، فإنه ذكر في الأبواب السابقة وجوب التوحيد وفضله ، والحث عليه وعلى تكميله ، والتحقق به ظاهرا وباطنا ، والخوف من ضده ، وبذلك يكمل العبد نفسه .

(1/34)



ثم ذكر في هذا الباب تكميله لغيره بالدعوة إلى شهادة ( أن لا إله إلا الله ) فإنه لا يتم التوحيد حتى يكمل العبد جميع مراتبه ثم يسعى في تكميل غيره- وهذا هو طريق جميع الأنبياء- فإنهم أول ما يدعون قومهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، وهي طريقة سيدهم وإمامهم صلى الله عليه وسلم : لأنه قام بهذه الدعوة أعظم قيام ودعا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن- لم يفتر ولم يضعف حتى أقام الله به الدين ، وهدى به الخلق العظيم ، ووصل دينه ببركة دعوته إلى مشارق الأرض ومغاربها- وكان يدعو بنفسه ويأمر رسله وأتباعه أن يدعوا إلى الله وإلى توحيده قبل كل شيء لأن جميع الأعمال متوقفة في صحتها وقبولها على التوحيد .
فكما أن على العبد أن يقوم بتوحيد الله فعليه أن يدعو العباد إلى الله بالتي هي أحسن ، وكل من اهتدى على يديه فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء .
وإذا كانت الدعوة إلى الله ، وإلى شهادة أن لا إله إلا الله فرضا على كل أحد ، كان الواجب على كل أحد بحسب مقدوره .
فعلى العالم من بيان ذلك والدعوة والإرشاد والهداية أعظم مما على غيره ممن ليس بعالم .

(1/35)



وعلى القادر ببدنه ويده أو ماله أو جاهه وقوله أعظم مما على من ليست له تلك القدرة .
قال تعالى : { فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ } [ التغابن : 16 ] . ورحم الله من أعان على الدين ولو بشطر كلمة ، وإنما الهلاك في ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين .

(1/36)



باب
تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله
وقول الله تعالى : { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا } [ الإسراء : 57 ] .
وقوله : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ }{ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ }{ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ الزخرف : 26- 28 ] .
وقوله : { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ } الآية [ التوبة : 31 ] .
وقوله : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ } [ البقرة : 165 ] .
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه قال : « من قال لا إله إلا الله ، وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه ، وحسابه على الله عز وجل » .
وشرح هذه الترجمة : ما بعدها من الأبواب .

(1/37)



فيه أكبر المسائ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الاول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثالث
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الرابع!!!
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الخامس!!!
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع السادس!!!
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع السابع,,,,

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد :: الاقسام الشرعية :: مكتبـــه المنتدى-
انتقل الى: