مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
يسعدنا تسجيلكم ومشاركتكم اسره المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
يسعدنا تسجيلكم ومشاركتكم اسره المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد

حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته,,الى اخواننا الاعضاء والمشرفين والاداريين نبلغكم بانتقال المنتدى الى الرابط التالي http://altawhed.tk/ علما ان المنتدى هذا سيغلق بعد مده نسئلكم الدعاء وننتظر دعمكم للمنتدى الجديد وفقنا الله واياكم

 

 القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الخامس!!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حامل المسك1
المدير العام
المدير العام
حامل المسك1


القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الخامس!!! 190070434
عدد المساهمات : 226
نقاط : 421
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
الموقع : بلاد الرافدين

القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الخامس!!! Empty
مُساهمةموضوع: القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الخامس!!!   القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الخامس!!! I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 8:27 am

باب
قول الله تعالى
{ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [ آل عمران : 175 ] .
وقوله : { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ } [ التوبة : 18 ] .
وقوله : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ } [ العنكبوت : 10 ] .
عن أبي سعيد رضي الله عنه مرفوعا : « إن من ضعف اليقين : أن ترضي الناس بسخط الله ، وأن تحمدهم على رزق الله ، وأن تذمهم على ما لم يؤتك الله . إن رزق الله لا يجرّه حرص حريص ، ولا يرده كراهية كاره » .
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من التمس رضا الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه ، وأسخط عليه الناس » . رواه ابن حبان في صحيحه .
فيه مسائل
الأولى : تفسير آية آل عمران .

(1/118)



الثانية : تفسير آية براءة .
الثالثة : تفسير آية العنكبوت .
الرابعة : أن اليقين يضعف ويقوى .
الخامسة : علامة ضعفه ، ومن ذلك هذه الثلاث .
السادسة : أن إخلاص الخوف لله من الفرائض .
السابعة : ذكر ثواب من فعله .
الثامنة : ذكر عقاب من تركه .

باب
قول الله تعالى:
{ إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ } الآية [ آل عمران : 175 ]
هذا الباب عقده المصنف رحمه الله لوجوب تعلق الخوف والخشية بالله وحده ، والنهي عن تعلقه بالمخلوقين ، وبيان أنه لا يتم التوحيد إلا بذلك .
ولا بد في هذا الموضع من تفصيل يتضح به الأمر ويزول الاشتباه .
اعلم أن الخوف والخشية تارة يقع عبادة ، وتارة يقع طبيعة وعادة وذلك بحسب أسبابه ومتعلقاته .
فإن كان الخوف والخشية خوف تأله وتعبد وتقرب بذلك الخوف إلى من يخافه وكان يدعو إلى طاعة باطنة وخوف سري يزجر عن معصية من يخافه كان تعلقه بالله من أعظم واجبات الإيمان ، وتعلقه بغير الله من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله ؟ ؛ لأنه أشرك في هذه العبادة- التي هي من أعظم واجبات القلب- غير الله مع الله ، وربما زاد خوفه من غير الله على خوفه لله .

(1/119)



وأيضا فمن خشي الله وحده على هذا الوجه فهو مخلص موحد ، ومن خشي غيره فقد جعل لله ندا في الخشية ، كمن جعل لله ندا في المحبة ؛ وذلك كمن يخشى من صاحب القبر أن يوقع به مكروها ، أو يغضب عليه فيسلبه نعمة أو نحو ذلك ، مما هو واقع من عباد القبور .
وإن كان الخوف طبيعيا كمن يخشى من عدو أو سبع أو حية أو نحو ذلك مما يخشى ضرره الظاهري ، فهذا النوع ليس عبادة ، وقد يوجد من كثير من المؤمنين ولا ينافي الإيمان .
وهذا إذا كان خوفا محققا قد انعقدت أسبابه فليس بمذموم .
وإن كان هذا خوفا وهميا كالخوف الذي ليس له سبب أصلا ، أو له سبب ضعيف فهذا مذموم يدخل صاحبه في وصف الجبناء ، وقد تعوذ صلى الله عليه وسلم من الجبن فهو من الأخلاق الرذيلة ، ولهذا كان الإيمان التام والتوكل والشجاعة تدفع هذا النوع ، حتى أن خواص المؤمنين وأقوياءهم تنقلب المخاوف في حقهم أمنا وطمأنينة لقوة إيمانهم وشجاعتهم الشجاعة القلبية ، وكمال توكلهم ، ولهذا أتبعه بهذا الباب .

(1/120)



باب
قول الله تعالى
{ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [ المائدة : 23 ]
وقوله : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } .
وقوله : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ } [ الأنفال : 64 ]
وقوله : { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } [ الطلاق : 3 ] .
وعن ابن عباس قال : { حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [ آل عمران : 173 ] قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار ، وقال محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له : { إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } [ آل عمران : 173 ] . رواه البخاري والنسائي .
فيه مسائل
الأولى : أن التوكل من الفرائض .
الثانية : أنه من شروط الإيمان .
الثالثة : تفسير آية الأنفال .
الرابعة : تفسير الآية في آخرها .
الخامسة : تفسير آية الطلاق .

(1/121)



السادسة : عظم شأن هذه الكلمة ، وأنها قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام ومحمد صلى الله عليه وسلم في الشدائد .

باب
قول الله تعالى:
{ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [ المائدة : 23 ]
التوكل على الله من أعظم واجبات التوحيد والإيمان ، وبحسب قوة توكل العبد على الله يقوى إيمانه ، ويتم توحيده ، والعبد مضطر إلى التوكل على الله والاستعانة به في كل ما يريد فعله أو تركه من أمور دينه أو دنياه .
وحقيقة التوكل على الله : أن يعلم العبد أن الأمر كله لله ، وأنه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ، وأنه هو النافع الضار المعطي المانع ، وأنه لا حول ولا قوة إلا بالله ، فبعد هذا العلم يعتمد بقلبه على ربه في جلب مصالح دينه ودنياه ، وفي دفع المضار ، ويثق غاية الوثوق بربه في حصول مطلوبه ، وهو مع هذا باذل جهده في فعل الأسباب النافعة .
فمتى استدام العبد هذا العلم وهذا الاعتماد والثقة فهو المتوكل على الله حقيقة ، وليبشر بكفاية الله له ووعده للمتوكلين ، ومتى علق ذلك بغير الله فهو مشرك ، ومن توكل على غير الله ، وتعلق به ، وكل إليه وخاب أمله .

(1/122)



باب
قول الله تعالى
{ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } [ الأعراف : 99 ]
وقوله : { وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ } [ الحجر : 56 ] .
وعن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكبائر ، فقال : « الشرك بالله ، واليأس من روح الله ، والأمن من مكر الله » .
وعن ابن مسعود قال : « أكبر الكبائر : الإشراك بالله ، والأمن من مكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله » رواه عبد الرزاق .
فيه مسائل
الأولى : تفسير آية الأعراف .
الثانية : تفسير آية الحجر .
الثالثة : شدة الوعيد فيمن أمن مكر الله .
الرابعة : شدة الوعيد في القنوط .

باب
قول الله تعالى : { أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ } [ الأعراف : 99 ]

(1/123)



مقصود الترجمة أنه يجب على العبد أن يكون خائفا من الله ، راجيا له راغبا راهبا ، إن نظر إلى ذنوبه وعدل الله وشدة عقابه خشي ربه وخافه ، وإن نظر إلى فضله العام والخاص وعفوه الشامل رجا وطمع ، وإن وفق لطاعة رجا من ربه تمام النعمة بقبولها ، وخاف من ردها بتقصيره في حقها ، وإن ابتلي بمعصيته رجا من ربه قبول توبته ومحوها ، وخشي بسبب ضعف التوبة والالتفات للذنب أن يعاقب عليها وعند النعم واليسار يرجو الله دوامها والزيادة منها والتوفيق لشكرها ، ويخشى بإخلاله بالشكر من سلبها ، وعند المكاره والمصائب يرجو الله دفعها وينتظر الفرج بحلها ، ويرجو أيضا أن يثيبه الله عليها حين يقوم بوظيفة الصبر ، ويخشى من اجتماع المصيبتين فوات الأجر المحبوب ، وحصول الأمر المكروه إذا لم يوفق للقيام بالصبر الواجب ، فالمؤمن الموحد في كل أحوله ملازم للخوف والرجاء وهذا هو الواجب ، وهو النافع ، وبه تحصل السعادة ويخشى على العبد من خلقين رذيلين :
أحدهما : أن يستولي عليه الخوف حتى يقنط من رحمة الله وروحه .

(1/124)



الثاني : أن يتجارى به الرجاء حتى يأمن مكر الله وعقوبته ، فمتى بلغت به الحال إلى هذا فقد ضيع واجب الخوف والرجاء اللذين هما من أكبر أصول التوحيد وواجبات الإيمان .
وللقنوط من رحمة الله واليأس من روحه سببان محذوران :
أحدهما : أن يسرف العبد على نفسه ويتجرأ على المحارم فيصر عليها ويصمم على الإقامة على المعصية ، ويقطع طمعه من رحمة الله ، لأجل أنه مقيم على الأسباب التي تمنع الرحمة ، فلا يزال كذلك حتى يصير له هذا وصفا وخلقا لازما ، وهذا غاية ما يريده الشيطان من العبد ، ومتى وصل إلهي هذا الحد لم يرج له خير إلا بتوبة نصوح وإقلاع قوي .
الثاني : أن يقوى خوف العبد بما جنت يداه من الجرائم ويضعف علمه بما لله من واسع الرحمة والمغفرة ، ويظن بجهله أن الله لا يغفر له ولا يرحمه ولو تاب وأناب ، وتضعف إرادته فييأس من الرحمة ، وهذا من المحاذير الضارة الناشئة من ضعف علم العبد بربه ، وماله من الحقوق ، ومن ضعف النفس وعجزها ومهانتها .
فلو عرف هذا ربه ولم يخلد إلى الكسل ، لعلم أن أدنى سعي يوصله إلى ربه ، وإلى رحمته وجوده وكرمه .
وللأمن من مكر الله أيضا سببان مهلكان :

(1/125)



أحدهما : إعراض العبد عن الدين وغفلته عن معرفة ربه وماله من الحقوق ، وتهاونه بذلك فلا يزال معرضا غافلا مقصرا عن الواجبات ، منهمكا في المحرمات ، حتى يضمحل خوف الله من قلبه ، ولا يبقى في قلبه من الإيمان شيء ، لأن الإيمان يحمل على خوف الله وخوف عقابه الدنيوي والأخروي .
السبب الثاني : أن يكون العبد عابدا جاهلا معجبا بنفسه مغرورا بعمله فلا يزال به جهله حتى يدل بعمله ويزول الخوف عنه ، ويرى أن له عند الله المقامات العالية ، فيصير آمنا من مكر الله متكلا على نفسه الضعيفة المهينة ، ومن هنا يخذل ويحال بينه وبين التوفيق ، إذ هو الذي جنى على نفسه .
فبهذا التفصيل تعرف منافاة هذه الأمور للتوحيد .

(1/126)



باب
من الإيمان بالله : الصبر على أقدار الله
وقول الله تعالى : { وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [ التغابن : 11 ]
قال علقمة : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلم .
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « اثنتان في الناس هما بهم كفر : الطعن في النسب ، والنياحة على الميت » .
ولهما عن ابن مسعود مرفوعا : « ليس منا من ضرب الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية » .
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إذا أراد الله بعبده الخير عجل له بالعقوبة في الدنيا ، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة » .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط » . حسنه الترمذي .
فيه مسائل
الأولى : تفسير آية التغابن .
الثانية : أن هذا من الإيمان بالله .
الثالثة : الطعن في النسب .
الرابعة : شدة الوعيد فيمن ضرب الخدود ، وشق الجيوب ، ودعا بدعوى الجاهلية .

(1/127)



الخامسة : علامة إرادة الله بعبده الخير .
السادسة : إرادة الله به الشر .
السابعة : علامة حب الله للعبد .
الثامنة : تحريم السخط .
التاسعة : ثواب الرضا بالبلاء .

باب
من الإيمان بالله : الصبر على أقدار الله
أما الصبر على طاعة الله ، والصبر عن معصيته ، فهو ظاهر لكل أحد أنهما من الإيمان بل هما أساسه وفرعه ، فإن الإيمان كله صبر على ما يحبه الله ويرضاه ويقرب إليه ، وصبر عن محارم الله .
فإن الدين يدور على ثلاثة أصول :
تصديق خبر الله ورسوله ، وامتثال أمر الله ورسوله ، واجتناب نهيهما .
فالصبر على أقدار الله المؤلمة داخل في هذا العموم ، ولكن خص بالذكر لشدة الحاجة إلى معرفته والعمل به .
فإن العبد متى علم أن المصيبة بإذن الله ، وأن الله أتم الحكمة في تقديرها ، وله النعمة السابغة في تقديرها على العبد رضي بقضاء الله وسلم لأمره وصبر على المكاره ، تقربا إلى الله ، ورجاء لثوابه ، وخوفا من عقابه ، واغتناما لأفضل الأخلاق ، فاطمأن قلبه وقوي إيمانه وتوحيده .

(1/128)



باب
ما جاء في الرياء
وقول الله تعالى : { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [ الكهف : 110] .
وعن أبي هريرة مرفوعا : قال الله تعالى : « أنا أغنى الشركاء عن الشرك ، من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه » رواه مسلم .
وعن أبي سعيد مرفوعا : « ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله قال : " الشرك الخفي : يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته ، لما يرى من نظر رجل » رواه أحمد .
فيه مسائل
الأولى : تفسير آية الكهف .
الثانية : الأمر العظيم في رد العمل الصالح إذا دخله شيء لغير الله .
الثالثة : ذكر السبب الموجب لذلك وهو كمال الغنى .
الرابعة : أن من الأسباب أنه خير الشركاء .
الخامسة : خوف النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه من الرياء .
السادسة : أنه فسر ذلك بأن المرء يصلي لله ، لكن يزينها لما يرى من نظر رجل إليه .

(1/129)



باب
من الشرك : إرادة الإنسان بعمله الدنيا
وقول الله تعالى : { مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ }{ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [ هود : 15-16 ] .
وفي الصحيح عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة ، إن أعطي رضي ، وإن لم يعط سخط ، تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا انتقش ، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، أشعث رأسه ، مغبرة قدماه ، إن كان في الحراسة كان في الحراسة ، وإن كان في الساقة كان في الساقة ، إن استأذن لم يؤذن له ، وإن شفع لم يشفع » .
فيه مسائل
الأولى : إرادة ا لإنسان الدنيا بعمل الآخرة .
الثانية : تفسير آية هود .
الثالثة : تسمية الإنسان المسلم عبد الدينار والدرهم والخميصة .
الرابعة : تفسير ذلك بأنه إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط .
الخامسة : قوله : " تعس وانتكس " .
السادسة : قوله : " تعس وانتكس " .

(1/130)



السابعة : الثناء على المجاهد الموصوف بتلك الصفات .

باب
ما جاء في الرياء ثم قال :
باب من الشرك : إرادة الإنسان بعمله الدنيا
اعلم أن الإخلاص لله أساس الدين ، وروح التوحيد والعبادة ، وهو أن يقصد العبد بعمله كله وجه الله وثوابه وفضله ، فيقوم بأصول الإيمان الستة وشرائع الإسلام الخمس ، وحقائق الإيمان التي هي الإحسان ، وبحقوق الله ، وحقوق عباده ، مكملا لها قاصدا بها وجه الله والدار الآخرة ، لا يريد بذلك رياء ولا سمعة ولا رياسة ولا دنيا ، وبذلك يتم إيمانه وتوحيده .
ومن أعظم ما ينافي هذا مراءاة الناس والعمل لأجل مدحهم وتعظيمهم ، أو العمل لأجل الدنيا ، فهذا يقدح في الإخلاص والتوحيد .
واعلم أن الرياء فيه تفصيل :
فإن كان الحامل للعبد على العمل قصد مراءاة الناس ، واستمر على هذا القصد الفاسد ، فعمله حابط وهو شرك أصغر ، ويخشى أن يتذرع به إلى الشرك الأكبر .
وإن كان الحامل للعبد على العمل إرادة وجه الله مع إرادة مراءاة الناس ، ولم يقلع عن الرياء بعمله ، فظاهر النصوص أيضا بطلان هذا العمل .

(1/131)



وإن كان الحامل للعبد على العمل وجه الله وحده ، ولكن عرض له الرياء في أثناء عمله ، فإن دفعه وخلص إخلاصه لله لم يضره ، وإن ساكنه واطمأن إليه نقص العمل ، وحصل لصاحبه من ضعف الإيمان والإخلاص بحسب ما قام في قلبه من الرياء ، وتقاوم العمل لله وما خالطه من شائبة الرياء .
والرياء آفة عظيمة ، ويحتاج إلى علاج شديد ، وتمرين النفس على الإخلاص ، ومجاهدتها في مدافعة خواطر الرياء والأغراض الضارة ، والاستعانة بالله على دفعها لعل الله يخلص إيمان العبد ويحقق توحيده .
وأما العمل لأجل الدنيا وتحصيل أغراضها :
فإن كانت إرادة العبد كلها لهذا القصد ، ولم يكن له إرادة لوجه الله والدار الآخرة ، فهذا ليس له في الآخرة من نصيب .
وهذا العمل على هذا الوصف لا يصدر من مؤمن ، فان المؤمن ولو كان ضعيف الإيمان ، لا بد أن يريد الله والدار الآخرة .
وأما من عمل العمل لوجه الله ولأجل الدنيا ، والقصدان متساويان أو متقاربان فهذا وإن كان مؤمنا فإنه ناقص الإيمان والتوحيد والإخلاص ، وعمله ناقص لفقده كمال الإخلاص .

(1/132)



وأما من عمل لله وحده وأخلص في عمله إخلاصا تاما ولكنه يأخذ على عمله جعلا ومعلوما يستعين به على العمل والدين ، كالجعالات التي تجعل على أعمال الخبر ، وكالمجاهد الذي يترتب على جهاده غنيمة أو رزق ، وكالأوقاف التي تجعل على المساجد والمدارس والوظائف الدينية لمن يقوم بها ، فهذا لا يضر أخذه في إيمان العبد وتوحيده لكونه لم يرد بعمله الدنيا ، وإنما أراد الدين وقصد أن يكون ما حصل له معينا له على قيام الدين .
ولهذا جعل الله في الأموال الشرعية كالزكوات وأموال الفيء وغيرها جزءا كبيرا لمن يقوم بالوظائف الدينية والدنيوية النافعة ، كما قد عرف تفاصيل ذلك .
فهذا التفصيل يبين لك حكم هذه المسألة كبيرة الشأن ويوجب لك أن تنزل الأمور منازلها والله أعلم .

(1/133)



باب
من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابا من دون الله
وقال ابن عباس : يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ، أقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقولون : قال أبو بكر وعمر ؟
وقال أحمد بن حنبل : " عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته ، يذهبون إلى رأي سفيان ، والله تعالى يقول : { فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ النور : 63 ] .
أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة الشرك ، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك " .
« وعن عدي بن حاتم : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية : { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ التوبة : 31 ] .

(1/134)



فقلت له : إنا لسنا نعبدهم . قال : " أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ، ويحلون ما حرم الله فتحلونه " . فقلت : بلى . قال : " فتلك عبادتهم » . رواه أحمد والترمذي وحسنه .
فيه مسائل
الأولى : تفسير آية النور .
الثانية : تفسير آية براءة .
الثالثة : التنبيه على معنى العبادة التي أنكرها عدي .
الرابعة : تمثيل ابن عباس بأبي بكر وعمر ، وتمثيل أحمد بسفيان .
الخامسة : تغير الأحوال إلى هذه الغاية حتى صار عند الأكثر عبادة الرهبان هي أفضل الأعمال ، وتسمى الولاية ، وعبادة الأحبار هي العلم والفقه ، ثم تغيرت الأحوال إلى أن عبد من دون الله من ليس من الصالحين ، وعبد بالمعنى الثاني من هو من الجاهلين .

(1/135)



باب
قول الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا }{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا }{ فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا } [ النساء : 60- 62 ] وقوله : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } [ البقرة : 11 ] .
وقوله : { وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } [ الأعراف : 56 ] .
وقوله : { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [ المائدة : 50 ] .

(1/136)



وعن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به » . قال النووي : حديث صحيح ، رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح .
وقال الشعبي : كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة ، فقال اليهودي : نتحاكم إلى محمد - عرف أنه لا يأخذ الرشوة- وقال المنافق : نتحاكم إلى اليهود- لعلمه أنهم يأخذون الرشوة- فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة ليتحاكما إليه ، فنزلت : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ } الآية .
وقيل : نزلت في رجلين اختصما ، فقال أحدهما : نترافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال الآخر : إلى كعب بن الأشرف ، ثم ترافعا إلى عمر ، فذكر له أحدهما القصة ، فقال للذي لم يرض برسول الله صلى الله عليه وسلم : أكذلك ؟ قال : نعم ، فضربه بالسيف فقتله .
فيه مسائل
الأولى : تفسير آية النساء وما فيها من الإعانة على فهم الطاغوت .
الثانية : تفسير آية البقرة : { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ } الآية .
الثالثة : تفسير آية الأعراف : { وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا } .

(1/137)




الرابعة : تفسير { أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ } .
الخامسة : ما قاله الشعبي في سبب نزول الآية الأولى .
السادسة : تفسير الإيمان الصادق والكاذب .
السابعة : قصة عمر مع المنافق .
الثامنة : كون الإيمان لا يحصل لأحد حتى يكون هواه تبعا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
* * * والواجب على كل أحد أن لا يتخذ غير الله حكما ، وأن يرد ما تنازع فيه الناس إلى الله ورسوله ، وبذلك يكون دين العبد كله لله وتوحيده خالصا لوجه الله .
وكل من حاكم إلى غير حكم الله ورسوله فقد حاكم إلى الطاغوت ، وإن زعم أنه مؤمن فهو كاذب .
فالإيمان لا يصح ولا يتم إلا بتحكيم الله ورسوله في أصول الدين وفروعه ، وفي كل الحقوق كما ذكره المصنف في الباب الآخر .
فمن تحاكم إلى غير الله ورسوله فقد اتخذ ذلك ربا ، وقد حاكم إلى الطاغوت .
***

يتبع
اخوكم
ابوعزام الانصاري

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الخامس!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الاول
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثالث
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الرابع!!!
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع السادس!!!
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع السابع,,,,

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد :: الاقسام الشرعية :: مكتبـــه المنتدى-
انتقل الى: