مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
يسعدنا تسجيلكم ومشاركتكم اسره المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
يسعدنا تسجيلكم ومشاركتكم اسره المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد

حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته,,الى اخواننا الاعضاء والمشرفين والاداريين نبلغكم بانتقال المنتدى الى الرابط التالي http://altawhed.tk/ علما ان المنتدى هذا سيغلق بعد مده نسئلكم الدعاء وننتظر دعمكم للمنتدى الجديد وفقنا الله واياكم

 

 القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع السادس!!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حامل المسك1
المدير العام
المدير العام
حامل المسك1


القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع السادس!!! 190070434
عدد المساهمات : 226
نقاط : 421
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
الموقع : بلاد الرافدين

القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع السادس!!! Empty
مُساهمةموضوع: القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع السادس!!!   القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع السادس!!! I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 8:29 am

باب
من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرمه فقد اتخذهم أربابا من دون الله ، وباب قول الله تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ } .

(1/138)



ووجه ما ذكره المصنف ظاهر ، فإن الرب والإله هو الذي له الحكم القدري ، والحكم الشرعي ، والحكم الجزائي ، وهو الذي يؤله ويعبد وحده لا شريك له ، ويطاع طاعة مطلقة فلا يعصى ، بحيث تكون الطاعات كلها تبعا لطاعته ، فإذا اتخذ العبد العلماء والأمراء على هذا الوجه ، وجعل طاعتهم هي الأصل ، وطاعة الله ورسوله تبعا لها فقد اتخذهم أربابا من دون الله يتألههم ويتحاكم إليهم ، ويقدم حكمهم على حكم الله ورسوله ، فهذا هو الكفر بعينه ، فإن الحكم كله لله ، كما أن العبادة كلها لله .
(1/139)



باب
من جحد شيئا من الأسماء والصفات
وقول الله تعالى : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ } [ الرعد 30 ] .
وفي صحيح البخاري : قال علي : حدثوا الناس بما يعرفون ، أتريدون أن يكذب الله ورسوله ؟ .
وروى عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس : أنه رأى رجلا انتفض لما سمع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك ، فقال : ما فرق هؤلاء ؟ يجدون رقة عند محكمه ، ويهلكون عند متشابهه ؟ انتهى .
ولما سمعت قريش رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الرحمن ، أنكروا ذلك ، فأنزل الله فيهم : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ } .
فيه مسائل
الأولى : عدم الإيمان بجحد شيء من الأسماء والصفات .
الثانية : تفسير آية الرعد .
الثالثة : ترك التحديث بما لا يفهم السامع .
الرابعة : ذكر العلة أنه يفضي إلى تكذيب الله ورسوله ، ولو لم يتعمد المنكر .
الخامسة : كلام ابن عباس لمن استنكر شيئا من ذلك ، وأنه أهلكه .

باب
من جحد شيئا من الأسماء والصفات
أصل الإيمان وقاعدته التي ينبني عليها هو الإيمان بالله ، وبأسمائه ، وصفاته .

(1/140)



وكلما قوي علم العبد بذلك وإيمانه به ، وتعبد لله بذلك قوي توحيده ، فإذا علم أن الله متوحد بصفات الكمال متفرد بالعظمة والجلال والجمال ليس له في كماله مثيل ، أوجب له ذلك أن يعرف ويتحقق أنه هو الإله الحق ، وأن إلهية ما سواه باطلة ، فمن جحد شيئا من أسماء الله وصفاته فقد أتى بما يناقض التوحيد وينافيه ، وذلك من شعب الكفر .
(1/141)



باب
قول الله تعالى
{ يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ } [ النحل : 83 ]
قال مجاهد ما معناه : هو قول الرجل : هذا مالي ورثته عن آبائي .
وقال عون بن عبد الله : يقولون : لولا فلان لم يكن كذا .
وقال ابن قتيبة : يقولون : هذا بشفاعة آلهتنا .
وقال أبو العباس - بعد حديث زيد بن خالد الذي فيه : أن الله تعالى قال : « أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر » ، الحديث- وقد تقدم- : وهذا كثير في الكتاب والسنة ، يذم سبحانه من يضيف إنعامه إلى غيره ويشرك به .
قال بعض السلف : هو كقولهم : كانت الريح طيبة ، والملاح حاذقا ، ونحو ذلك مما هو جار على ألسنة كثير .
فيه مسائل
الأولى : تفسير معرفة النعمة وإنكارها .
الثانية : معرفة أن هذا جار على ألسنة كثير .
الثالثة : تسمية هذا الكلام إنكارا للنعمة .
الرابعة : اجتماع الضدين في القلب .

باب
قول الله تعالى : { يَعْرِفُونَ نِعْمَةَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا } [ النحل : 83 ]
الواجب على الخلق إضافة النعم إلى الله قولا واعترافا كما تقدم ، وبذلك يتم التوحيد ، فمن أنكر نعم الله بقلبه ولسانه فذلك كافر ليس معه من الدين شيء .

(1/142)



ومن أقر بقلبه أن النعم كلها من الله وحده ، وهو بلسانه تارة يضيفها إلى الله ، وتارة يضيفها إلى نفسه وعمله وإلى سعي غيره كما هو جار على ألسنة كثير من الناس ، فهذا يجب على العبد أن يتوب منه ، وأن لا يضيف النعم إلا إلى موليها ، وأن يجاهد نفسه على ذلك ولا يتحقق الإيمان إلا بإضافة النعم إلى الله قولا واعترافا .
فإن الشكر الذي هو رأس الإيمان مبني على ثلاثة أركان :
اعتراف القلب بنعم الله كلها عليه وعلى غيره .
والتحدث بها والثناء على الله بها .
والاستعانة بها على طاعة المنعم وعبادته ، والله أعلم .

(1/143)



باب
قول الله تعالى
{ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [ البقرة : 22 ]
قال ابن عباس - في الآية- : الأنداد : هو الشرك ، أخفي من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل ، وهو أن تقول : والله وحياتك يا فلان وحياتي ، وتقول : لولا كليبة هذا لأتانا اللصوص ، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص ، وقول الرجل لصاحبه : ما شاء الله وشئت ، وقول الرجل : لولا الله وفلان ، لا تجعل فيها فلانا ، هذا كله به شرك رواه ابن أبي حاتم .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « من حلف بغير الله فقد كفر ، أو أشرك » . رواه الترمذي وحسنه ، وصححه الحاكم .
وقال ابن مسعود : لأن أحلف بالله كاذبا ، أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا .
وعن حذيفة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لا تقولوا ما شاء الله وشاء فلان ولكن قولوا : ما شاء الله ثم شاء فلان » . رواه أبو داود بسند صحيح .
وجاء عن إبراهيم النخعي : أنه يكره : أعوذ بالله وبك ، ويجوز أن يقول : بالله ثم بك ، قال : ويقول : لولا الله ثم فلان ، ولا يقول : لولا الله وفلان .
فيه مسائل

(1/144)



الأولى : تفسير آية البقرة في الأنداد .
الثانية : أن الصحابة رضي الله عنهم يفسرون الآية النازلة في الشرك الأكبر أنها تعم الأصغر .
الثالثة : أن الحلف بغير الله شرك .
الرابعة : أنه إذا حلف بغير الله صادقا فهو أكبر من اليمين الغموس .
الخامسة : الفرق بين الواو وثم في اللفظ .

باب
قول الله تعالى:
{ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ }
الترجمة السابقة على قوله تعالى : { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا } [ البقرة : 165 ] الآية ، يقصد بها الشرك اثبر بأن يجعل لله ندا في العبادة والحب والخوف والرجاء وغيرها من العبادات .
وهذه الترجمة المراد بها الشرك الأصغر كالشرك في الألفاظ كالحلف بغير الله ، وكالتشريك بين الله وبين خلقه في الألفاظ كلولا الله وفلان وهذا بالله وبك ، وكإضافة الأشياء ووقوعها لغير الله كلولا الحارس لأتانا اللصوص ، ولولا الدواء الفلاني لهلكت . ولولا حذق فلان في المكسب الفلاني لما حصل . . فكل هذا ينافي التوحيد .

(1/145)



والواجب أن تضاف الأمور ووقوعها ونفع الأسباب إلى إرادة الله وإلى الله ابتداء ، ويذكر مع ذلك مرتبة السبب ونفعه ، فيقول : لولا الله ثم كذا ليعلم أن الأسباب مربوطة بقضاء الله وقدره .
فلا يتم توحيد العبد حتى لا يجعل لله ندا في قلبه وقوله وفعله .

(1/146)



باب
ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله
عن ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تحلفوا بآبائكم ، من حلف بالله فليصدق ، ومن حلف له بالله فليرض ، ومن لم يرض فليس من الله » . رواه ابن ماجه بسند حسن .
فيه مسائل
الأولى : النهي عن الحلف بالآباء .
الثانية : الأمر للمحلوف له بالله أن يرضى .
الثالثة : وعيد من لم يرض .

باب
من لم يقنع في الحلف بالله
ويراد بهذا إذا توجهت اليمين على خصمك وهو معروف بالصدق أو ظاهره الخير والعدالة ، فإنه يتعين عليك الرضا والقناعة بيمينه ؛ لأنه ليس عندك يقين يعارض صدقه .
وما كان عليه المسلمون من تعظيم ربهم وإجلالهم يوجب عليك أن ترضى بالحلف بالله .
وكذلك لو بذلت له اليمين بالله فلم يرض إلا بالحلف بالطلاق ، أو دعاء الخصم على نفسه بالعقوبات ، فهو داخل في الوعيد ؛ لأن ذلك سوء أدب وترك لتعظيم الله ، واستدراك على حكم الله ورسوله .
وأما من عرف منه الفجور والكذب ، وحلف على ما تيقن كذبه فيه ، فإنه لا يدخل تكذيبه في الوعيد للعلم بكذبه ، وأنه ليس في قلبه من تعظيم الله ما يطمئن الناس إلى يمينه ، فتعين إخراج هذا النوع من الوعيد لأن حالته متيقنة والله أعلم .

(1/147)



باب
قول : ما شاء الله وشئت
عن قتيلة : « أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إنكم تشركون ، تقولون : ما شاء الله وشئت ، وتقولون : والكعبة ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا : ورب الكعبة ، وأن يقولوا : ما شاء الله ثم شئت » ، رواه النسائي وصححه .
وله أيضا عن ابن عباس : « أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما شاء الله وشئت ، فقال : " أجعلتني لله ندا ؟ ما شاء الله وحده » .

(1/148)



ولابن ماجه ، « عن الطفيل أخي عائشة لأمها ، قال : رأيت كأني أتيت على نفر من اليهود ، قلت : إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون عزير ابن الله ، قالوا : وإنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمد ، ثم مررت بنفر من النصارى ، فقلت : إنكم لأنتم القوم لولا أنكم تقولون : المسيح ابن الله ، قالوا : وإنكم لأنتم القوم ، لولا أنكم تقولون : ما شاء الله وشاء محمد ، فلفا أصبحت أخبرت بها من أخبرت ، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، قال : " هل أخبرت بها أحدا ؟ " . قلت : نعم ، قال : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " أما بعد ، فإن طفيلا رأى رؤيا أخبر بها من أخبر منكم ، وإنكم قلتم كلمة كان يمنعني كذا وكذا أن أنهاكم عنها ، فلا تقولوا : ما شاء الله وشاء محمد ، ولكن قولوا : ما شاء الله وحده » .
فيه مسائل
الأولى : معرفة اليهود بالشرك الأصغر .
الثانية : فهم الإنسان إذا كان له هوى .
الثالثة : قوله صلى الله عليه وسلم : « أجعلتني لله ندا » . فكيف بمن قال : يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك . والبيتين بعده ؟ .
الرابعة : أن هذا ليس من الشرك الأكبر لقوله : « يمنعني كذا وكذا » .

(1/149)



الخامسة : أن الرؤيا الصالحة من أقسام الوحي .
السادسة : أنها قد تكون سببا لشرع بعض الأحكام .

باب
قول : ما شاء الله وشئت
هذه الترجمة داخلة في الترجمة السابقة { فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا } [ البقرة : 22 ] .

(1/150)



باب
من سب الدهر فقد آذى الله
وقول الله تعالى : { وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ } [ الجاثية : 24 ] .
وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « قال الله تعالى : يؤذيني ابن آدم ، يسب الدهر ، وأنا الدهر ، أقلب الليل والنهار » . وفي رواية : « لا تسبوا الدهر ، فإن الله هو الدهر » .
فيه مسائل
الأولى : النهي عن سب الدهر .
الثانية : تسميته أذى لله .
الثالثة : التأمل في قوله : « فإن الله هو الدهر » .
الرابعة : أنه قد يكون سابا ولو لم يقصده بقلبه .

باب
من سب الدهر فقد سب الله
وهذا واقع كثيرا في الجاهلية ، وتبعهم على هذا كثير من الفساق والمجان والحمقى ، إذا جرت تصاريف الدهر على خلاف مرادهم جعلوا يسبون الدهر والوقت ، وربما لعنوه .
وهذا ناشئ من ضعف الدين ومن الحمق والجهل العظيم ، فإن الدهر ليس عنده من الأمر شيء ، فإنه مدبر مصرف والتصاريف الواقعة فيه تدبير العزيز الحكيم ، ففي الحقيقة يقع العيب والسب على مدبره .

(1/151)



وكما لأنه نقص في الدين فهو نقص في العقل ، فبه تزداد المصائب ويعظم وقعها ويغلق باب الصبر الواجب ، وهذا مناف للتوحيد .
أما المؤمن فإنه يعلم أن التصاريف واقعة بقضاء الله وقدره وحكمته ، فلا يتعرض لعيب ما لم يعبه الله ولا رسوله ، بل يرضى بتدبير الله ويسلم لأمره وبذلك يتم توحيده وطمأنينته .

(1/152)



باب
التسمي بقاضي القضاة ونحوه
في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إن أخنع اسم عند الله ، رجل تسمى ملك الأملاك ، لا مالك إلا الله » .
قال سفيان : مثل شاهان شاه .
وفي رواية : « أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه » .
قوله : " أخنع " يعني : أوضع .
فيه مسائل
الأولى : النهي عن التسمي بملك الأملاك .
الثانية : أن ما في معناه مثله كما قال سفيان .
الثالثة : التفطن للتغليظ في هذا ونحوه ، مع القطع بأن القلب لم يقصد معناه .
الرابعة : التفطن أن هذا لأجل الله تعالى سبحانه .

(1/153)



باب
احترام أسماء الله تعالى ، وتغيير الاسم لأجل ذلك
عن أبي شريح : أنه كان يكنى أبا الحكم ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : « إن الله هو الحكم ، وإليه الحكم " ، فقال : إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني فحكمت بينهم ، فرضي كلا الفريقين ، فقال : " ما أحسن هذا ! فمالك من الولد ؟ " قلت : شريح ، ومسلم ، وعبد الله ، قال : " فمن أكبرهم ؟ " قلت : شريح ، قال : " فأنت أبو شريح » . رواه أبو داود وغيره .
فيه مسائل
الأولى : احترام أسماء الله وصفاته ولو لم يقصد معناه .
الثانية : تغيير الاسم لأجل ذلك .
الثالثة : اختيار أكبر الأبناء للكنية .

باب
التسمي بقاضي القضاة ونحوه ، وباب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لذلك
وهاتان الترجمتان من فروع الباب السابق ، وهو أنه يجب أن لا يُجعل لله ند في النيات والأقوال والأفعال ، فلا يسمى أحد باسم فيه نوع مشاركة لله في أسمائه وصفاته ، كقاضي القضاة وملك الملوك ونحوها ، وحاكم الحكام ، أو بأبي الحكم ونحوه ، وكل هذا حفظ للتوحيد ولأسماء الله وصفاته ، ودفع لوسائل الشرك حتى في الألفاظ التي يخشى أن يتدرج منها إلى أن يظن مشاركة أحد لله في شيء من خصائصه وحقوقه .

(1/154)



باب
من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول
وقول الله تعالى : { وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ } [ التوبة : 65 ] .

(1/155)



عن ابن عمر ومحمد بن كعب وزيد بن أسلم وقتادة دخل حديث بعضهم في بعض- أنه قال رجل في غزوة تبوك : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ، أرغب بطونا ، ولا أكذب ألسنًا ، ولا أجبن عند اللقاء ، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه القراء ، فقال له عوف بن مالك : كذبت ، ولكنك منافق ، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليخبره ، فوجد القرآن قد سبقه ، فجاء ذلك الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته . فقال : يا رسول الله ، إنما كنا نخوض ونتحدث حديث الركب نقطع به عناء الطريق ، قال ابن عمر : كأني أنظر إليه متعلقا بنسعة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الحجارة تنكب رجليه ، وهو يقول : إنما كنا نخوض ونلعب ، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ }{ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } [ التوبة : 65 / 66 ] . ما يلتفت إليه وما يزيده عليه .
فيه مسائل
الأولى :- وهي العظيمة- أن من هزل بهذا فإنه كافر .
الثانية : أن هذا تفسير الآية فيمن فعل ذلك كائنا من كان .

(1/156)



الثالثة : الفرق بين النميمة وبين النصيحة لله ولرسوله .
الرابعة : الفرق بين العفو الذي يحبه الله ، وبين الغلظة على أعداء الله .
الخامسة : أن من الاعتذار ما لا ينبغي أن يقبل .

باب
من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول
أي فإن هذا مناف للإيمان بالكلية ، ومخرج من الدين ؛ لأن أصل الدين الإيمان بالله وكتبه ورسله .
ومن الإيمان تعظيم ذلك ، ومن المعلوم أن الاستهزاء والهزل بشيء من هذه أشد من الكفر المجرد ؛ لأن هذا كفر وزيادة احتقار وازدراء .
فإن الكفار نوعان : معرضون ومعارضون .
فالمعارض المحارب لله ورسوله ، القادح بالله وبدينه ورسوله أغلظ كفرا وأعظم فسادا .
والهازل بشيء منها من هذا النوع .

(1/157)



باب
ما جاء في قول الله تعالى
{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } [ فصلت : 55 ] .
قال مجاهد : هذا بعملي ، وأنا محقوق به .
وقال ابن عباس : يريد من عندي .
وقوله : { قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي } [ القصص : 78 ] .
قال قتادة : على علم مني بوجوه المكاسب .
وقال آخرون : على علم من الله أني له أهل ، وهذا معنى قول مجاهد : أوتيته على شرف .

(1/158)



وعن أبي هريرة ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « إن ثلاثة من بني إسرائيل : أبرص وأقرع وأعمى ، فأراد الله أن يبتليهم ، فبعث إليهم ملكا ، فأتى الأبرص فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : لون حسن وجلد حسن ، ويذهب عنني الذي قد قذرني الناس به ، قال : فمسحه ، فذهب عنه قذره ، فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الإبل أو البقر- شك إسحاق - فأعطي ناقة عشراء ، وقال : بارك الله لك فيها .
قال : فأتى الأقرع ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : شعر حسن ، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس به ، فمسحه فذهب عنه ، وأعطي شعرا حسنا ، فقال : أي المال أحب إليك ؟ قال : البقر ، أو الإبل ، فأعطي بقرة حاملا ، قال : بارك الله لك فيها .
قال : فأتى الأعمى ، فقال : أي شيء أحب إليك ؟ قال : أن يرد الله إلي بصري ، فأبصر به الناس ، فمسحه فرد الله إليه بصره ، قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال : الغنم ، فأعطي شاة والدا ، فأنتج هذان وولّد هذا ، فكان لهذا واد من الإبل ، ولهذا واد من البقر ، ولهذا واد من الغنم .

(1/159)



قال : ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته ، فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال- بعيرا أتبلغ به في سفري ، فقال : الحقوق كثيرة ، فقال له : كأني أعرفك ، ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا ،- فأعطاك الله عز وجل المال ؟ فقال : إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت .
قال : وأتى الأقرع في صورته ، فقال له مثل ما قاله لهذا ، ورد عليه مثل ما رد عليه هذا ، فقال : إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت .
قال : وأتى الأعمى في صورته ، فقال : رجل مسكين وابن سبيل ، قد انقطعت بي الحبال في سفري ، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك ، أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة أتبلغ بها في سفري ، فقال : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري ، فخذ ما شئت ، ودع ما شئت ، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله ، فقال : أمسك مالك ، فإنما ابتليتم ، فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك » . أخرجاه .
فيه مسائل
الأولى : تفسير الآية .
الثانية : ما معنى : { لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي } .

(1/160)



الثالثة : ما معنى قوله : { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ } .
الرابعة : ما في هذه القصة العجيبة من العبر العظيمة .

باب
قول الله تعالى:
{ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ } [ فصلت : 55 ]
مقصود هذه الترجمة أن كل من زعم أن ما أوتيه من النعم والرزق فهو بكده وحذقه وفطنته ، أو أنه مستحق لذلك لما يظن له على الله من الحق فإن هذا مناف للتوحيد ؛ لأن المؤمن حقا من يعترف بنعم الله الظاهرة والباطنة ويثني على الله بها ، ويضيفها إلى فضله وإحسانه ، ويستعين بها على طاعته ولا يرى له حفا على الله ، وإنما الحق كله لله ، وأنه عبد محض من جميع الوجوه ، فبهذا يتحقق الإيمان والتوحيد ، ويضده يتحقق كفران النعم والعجب بالنفس والإدلال الذي هو من أعظم العيوب .

(1/161)



باب
قول الله تعالى
{ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ الأعراف : 190 ] .
قال ابن حزم : اتفقوا على تحريم كل اسم معبّد لغير الله ، كعبد عمر ، وعبد الكعبة ، وما أشبه ذلك ، حاشا عبد المطلب .
وعن ابن عباس - في معنى الآية- : قال : لما تغشاها آدم حملت ، فأتاهما إبليس فقال : إني صاحبكما الذي أخرجكما من الجنة لتطيعانني أو لأجعلن له قرني أيل فيخرج من بطنك فيشقه ، ولأفعلن ولأفعلن ، يخوفهما ، سمياه عبد الحارث ، فأبيا أن يطيعاه ، فخرج ميتا ، ثم حملت ، فأتاهما ، فقال مثل قوله فأبيا أن يطيعاه ، فخرج ميتا ، ثم حملت ، فأتاهما فذكر لهما ، فأدركهما حب الولد ، فسمياه عبد الحارث ، فذلك قوله : { جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا } . رواه ابن أبي حاتم .
وله بسند صحيح عن قتادة ، قال : شركاء في طاعته ، ولم يكن في عبادته .
وله بسند صحيح عن مجاهد ، في قوله :
{ لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا } [ الأعراف : 189 ] .
قال : أشفقا أن لا يكون إنسانا . وذكر معناه عن الحسن وسعيد وغيرهما .
فيه مسائل
الأولى : تحريم كل اسم معبد لغير الله .

(1/162)




الثانية : تفسير الآية .
الثالثة : أن هذا الشرك في مجرد تسمية لم تقصد حقيقتها .
الرابعة : أن هبة الله للرجل البنت السوية من النعم .
الخامسة : ذكر السلف الفرق بين الشرك في الطاعة والشرك في العبادة .

***

يتبع
اخوكم
ابوعزام الانصاري
الغريب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع السادس!!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الاول
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثالث
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الرابع!!!
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الخامس!!!
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع السابع,,,,

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد :: الاقسام الشرعية :: مكتبـــه المنتدى-
انتقل الى: