مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
يسعدنا تسجيلكم ومشاركتكم اسره المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
يسعدنا تسجيلكم ومشاركتكم اسره المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد

حياكم الله وبياكم في منتدى التوحيد
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته,,الى اخواننا الاعضاء والمشرفين والاداريين نبلغكم بانتقال المنتدى الى الرابط التالي http://altawhed.tk/ علما ان المنتدى هذا سيغلق بعد مده نسئلكم الدعاء وننتظر دعمكم للمنتدى الجديد وفقنا الله واياكم

 

 كتاب شرح القواعد الاربعة ... من المكتبة الشاملة المقطع الثاني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حامل المسك1
المدير العام
المدير العام
حامل المسك1


كتاب شرح القواعد الاربعة ... من المكتبة الشاملة المقطع الثاني 190070434
عدد المساهمات : 226
نقاط : 421
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
الموقع : بلاد الرافدين

كتاب شرح القواعد الاربعة ... من المكتبة الشاملة المقطع الثاني Empty
مُساهمةموضوع: كتاب شرح القواعد الاربعة ... من المكتبة الشاملة المقطع الثاني   كتاب شرح القواعد الاربعة ... من المكتبة الشاملة المقطع الثاني I_icon_minitimeالثلاثاء أبريل 05, 2011 6:57 am


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى اخوتي مني السلام تحية
الى الاسود في كل مكان واخص منهم اسود الاسلام في سجون الظلم والكفر
فرج الله عنهم يارب
اقدم لكم شيء بسيط لنصرتكم عسى الله ان يغفر لنا عجزنا لنصرتكم
الله المستعان
تم تصدير هذا الكتاب آليا بواسطة المكتبة الشاملة
شرح
القواعد الأربع

قال المؤلف رحمه الله تعالى: ( والدليل على الشفاعة المنفية قوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون ((24) فنفى سبحانه وتعالى كل أسباب النجاة والخلاص من العقوبة، فقال: لا بيع فيه، فلا يفتدي الإنسان نفسه، ولا خلة أي: ليس له حبيب، ولا قريب يلتجئ إليه فيخلصه، ولا شفاعة هنا أيضاً، لا شفيع يشفع له، فينجيه من عقوبة الله (، هذه هي الشفاعة المنفية، فما هي الشفاعة المنفية هنا ؟ هي الشفاعة الشركية، التي تكون بغير إذن الله (، أو تكون في من لم يرضه الله سبحانه وتعالى، ( والكافرون هم الظالمون (.
قال رحمه الله تعالى: ( والشفاعة المثبتة: هي التي تطلب من الله، والشافع مكرم بالشفاعة ) إذاً: فالشفاعة المثبتة هي التي من الله سبحانه وتعالى، كما قال جل وعلا: (قل لله الشفاعة جميعاً((25) فجميع الشفاعة لله سبحانه وتعالى، وأكد كونها له ملكاً واستحقاقاً بقوله: (جميعاً( فهي ليست لغيره سبحانه وتعالى، فهي له، ويهبها من يشاء، ويمن بها على من يصطفي من عباده، وهي في حقيقتها إكرام للشافع، ولذلك قال: (والشافع مكرم بالشفاعة) فالله يكرم من يشاء من عباده، بأن يجعله شفيعاً، (والمشفوع له من رضي الله قوله، وعمله بعد الإذن)، ففهمنا من هذا أنه لا تحصل الشفاعة إلا بعد إذن الله ( للشافع، ورضاه عن المشفوع، وهذان الشرطان هما شرطا الشفاعة المثبتة في كتاب الله، كما قال تعالى: ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ((26) يعني: لا أحد يشفع عنده إلاَّ بإذنه، ( فمن ) هنا استفهامية يراد بها النفي، فلا أحد يشفع إلا بإذنه جل وعلا، هذا شرط، والشرط الثاني: رضاه سبحانه وتعالى عن المشفوع له.
الدرس الرابع

(1/17)



[ القاعدة الثالثة ] أن النبي ( ظهر في أناس متفرقين في عباداتهم، منهم من يعبد الملائكة، ومنم من يعبد الأنبياء والصالحين، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار، ومنهم من يعبد الشمس والقمر، وقاتلهم رسول الله (، ولم يفرق بينهم، والدليل قوله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله(. ودليل الشمس والقمر: قوله تعالى: ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون (.
هذه القاعدة أن الله سبحانه وتعالى لا يرضى الشرك، بغض النظر عن المُشْرَكِ به، فإنه لم يرتضِ جل وعلا الشرك، سواءٌ كان المشرك به ملكاً، أو نبياً، أو ولياً صالحاً، أو جناً، أو شجراً، أو حجراً، أو غير ذلك، فإن الله سبحانه وتعالى حرم الشرك، وأخبر بأنه ظلم عظيم، على اختلاف أنواعه وصوره.

(1/18)



قال رحمه الله: ( القاعدة الثالثة: أن النبي ( ظهر في أناس متفرقين في عباداتهم ) فليسوا مجتمعين على عبادة واحدة، بل هم طرائق قدد، وأنواع وفرق، (منهم من يعبد الملائكة، ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار، ومنهم من يعبد الشمس والقمر)، ومنهم من يعبد هذه جميعاً، ومنهم من يشرك بين نوعين منها، المهم أنهم ينحصرون في هذه الأنواع من العبادات، فبعضهم يتقرب للملائكة، وبعضهم يتقرب للصالحين والأنبياء، وبعضهم للأشجار والأحجار، وبعضهم للشمس والقمر، وبعضهم للجن، فهم أنواع متعددة، وهل فرق النبي ( بين من يعبد الملائكة، وبين من يعبد الحجر ؟ فقال: الذي يعبد الملائكة هذا الذي يعبد الملائكة لا يضر وليس بشرك، لأن لهم منزلة ومكانة عند الله، فله شبهة، أم إنه ( قاتل الجميع، ولم يرضَ الشرك بجميع صوره وأنواعه؟ الجواب: ظاهر من سيرته (، ومن كتاب الله جل وعلا، فإن الله سبحانه وتعالى لم يميز بين أنواع الشرك، بل جعل الشرك ملةً واحدة، وطريقةً واحدة، وكذلك النبي ( الذي هو ترجمان القرآن لم يميز بين من عبد الملائكة، وبين من عبد غيرهم، بل حرم الشرك كله، وقاتل أهل الشرك على اختلاف أصنافهم ومللهم ومعبوداتهم.
قال رحمه الله تعالى: وقاتلهم رسول الله (، ولم يفرق بينهم، والدليل قوله تعالى: ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ((27) والفتنة: هي الشرك، والدين: أي العبادة والعمل كله لله، فلم يميز بين من يعبد الملائكة، وبين من يعبد غيرهم، بل الجميع يجب أن يكونوا عباداً لله وحده لا شريك له، ثم ذكر المؤلف رحمه الله الدليل على تفرق هؤلاء، وتنوع عباداتهم، واختلاف طرائقهم في العبادة.

(1/19)



فقال: ودليل الشمس والقمر قوله تعالى: ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا ((28) يعني: دليل أن الذين بعث فيهم النبي ( ، منهم من كان يعبد الشمس والقمر فالصابئة الذين يعظمون الشمس والقمر والكواكب كانوا يسجدون لها ويتذللون لها ويدعونها وينسبون لها أنواعاً من التأثير ومن ذلك نسبة المطر إليها كما في حديث زيد بن خالد الجهني (( مطرنا بنوء كذا وكذا )) وكما في قوله (: في كسوف الشمس والقمر (( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده)).
ودليل الملائكة: قوله تعالى: ( وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً (. ودليل الأنبياء: قوله تعالى: ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (. ودليل الصالحين: قوله تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ(. ودليل الأشجار والأحجار: قوله تعالى: ( )أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ( وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى. . . ( الآية ، وحديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه، قال: ( خرجنا مع النبي ( إلى حنين - ونحن حدثاء عهد بكفر - وللمشركين سدرة يعكفون عندها وينوطون بها أسلحتهم، يقال لها : ذات أنواط، فمررنا بسدرة، فقلنا: يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. . . الحديث ).

(1/20)



ملخص القاعدة: أن الشيخ رحمه الله أراد أن يبين أن النبي ( حارب الشرك بجميع صوره، بغض النظر عن المعبودات، فإنه ( قاتل الذين يعبدون الملائكة، كما قاتل الذين يعبدون الأحجار، والأصنام، والأشجار، ولم يفرق بين هذا وذاك، بل سوى بينهم في ثبوت حكم الكفر، وفي مقاتلتهم، حتى يتركوا ما هم عليه من عبادة الأوثان، والشرك، لا فرق فيه بين أن يكون الشرك بنبي، أو ملك أو صالح، وبين أن يكون بغير ذلك، مما يقع فيه الشرك، ثم ذكر المؤلف رحمه الله الأدلة على أن هذه العبادات أو على أن هذه الأنواع من الشرك، كانت موجودةً في زمن النبي (، و فرغنا من أول هذه المعبودات، وهي في قوله: ( ودليل الشمس والقمر قوله تعالى: ( ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر. . . الآية (.
ثم قال رحمه الله: ( ودليل الملائكة ) أي: دليل أن المشركين الذين بعث فيهم النبي ( كان منهم من يعبد الملائكة، قول الله تعالى: ( وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلائِكَةِ أَهَؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ ((29) هذا سؤال للملائكة في يوم القيامة عن عبادة هؤلاء لهم، هل كانت أو لا، والعبادة تصدق بصرف أي نوع من أنواعها، عبادة الملائكة تصدق بصرف أي نوع من أنواعها، ولا يلزم أن يكونوا قد صرفوا لهم جميع أنواع العبادة، بل لو اقتصروا على صرف نوع من هذه الأنواع فإنه يصدق عليهم أنهم عبدوهم، وأنهم أشركوا بالله (، ووقعوا فيما نهت عنه الرسل.

(1/21)



ثم قال رحمه الله تعالى: ( ودليل الأنبياء قوله تعالى: ( وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ((30) هذا سؤال من رب العالمين لعيسى يوم القيامة ( أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ ( أي: معبودين من دون الله، والله ( يعلم أن عيسى لم يقل ذلك، وإنما يسأل هذا السؤال لتكذيب الذين عبدوا عيسى عليه السلام وأمه، ولبيان ضلالهم ومخالفتهم لما جاء به عيسى عليه السلام، قال: ( سُبْحَانَكَ ( فنزه الله جل وعلا أن يكون معه شريك، فإن تنزيه الله ( عن أن يكون له شريك في ما يجب له، كما أنه يُنَزَّه سبحانه وتعالى عن النقص في أسمائه وصفاته، وفيما يجب له من الكمال، فالتنزيه في هذا وفي هذا.
ثم قال رحمه الله تعالى: وقوله تعالى: ( وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً ((31) أرباباً: جمع رب، فنهى الله سبحانه وتعالى أن يتخذ هؤلاء أرباباً، بأن يعبدوا من دون الله، أو ينسب إليهم شيء مما يختص به سبحانه وتعالى من الخلق، أو الملك، أو الرزق، أو التدبير.
ثم قال: ودليل الصالحين - أي: الدليل على أن عبادة الصالحين كانت موجودةً على زمن النبي ( - قوله تعالى: ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا تَحْوِيلاً ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ((32) والذين يُدعَون هم الصالحون، الذين صرفوا لهم أنواع العبادة من دون الله (.

(1/22)



ثم قال: ودليل الأشجار والأحجار قوله تعالى: ( أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى((33) وهذان صنمان كانا يعبدان من دون الله في زمن النبي (، وهما: الأول اللاّت: حجر يعبد من دون الله، والعزى: شجرة كانت تعبد وتعظم من دون الله، وحديث أبي واقد الليثي قال: (( خرجنا مع رسول الله ( إلى حنين ونحن حدثاء عهد بكفر )) وهذا الوصف لا يطلق على كلَّ من كان مع النبي (، إنما كان وصفاً لبعضهم، وهم من أسلم عند فتح مكة، أما السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار فهؤلاء لم يكونوا حدثاء عهد بكفر، ولم يجرِ منهم ما ذكر في هذا الحديث، إنما جرى من مسلِِمة الفتح، الذين لم يكن قد رسخ التوحيد في قلوبهم، ولم يعرفوا حق الله ( في هذا الأمر، ولذلك اعتذر رضي الله عنه عما بدر من طلب مشابهة المشركين في التبرك بالشجر بقوله: ونحن حدثاء عهد بكفر، إذ إن هذا لا يحصل إلا ممن لم يعرف الإسلام حق معرفته، ولم يرسخ في قلبه الإيمان رسوخاً يقطع عنه علائق الشرك، ويطهره من لوثات الوثنية، قال في سياق الحديث: ((وللمشركين سدرة يعكفون عندها))، يعكفون: أي يلازمون، ويقيمون عندها، وذلك لطلب البركة منها، سواءٌ البركة بالنصر، أو البركة بغير ذلك، والظاهر أنهم يقصدون بها بركة النصر لقوله: ((وينوطون بها أسلحتهم))، أي: يعلقون أسلحتهم بهذه الشجرة، يطلبون منها أن تبارك في أسلحتهم، وأن تنصرهم على أعدائهم، وهذا شرك، وهل هو شرك أكبر أو أصغر ؟ يحتمل أن يكون شركاً أكبر، أو شركاً أصغر، فإن كان فعلهم هذا على أن الشجرة سبب لحصول النصر والقوة فهو شرك أصغر، وإن كان اعتقادهم أن الشجرة تفعل بذاتها، وتهب النصر وتهب البركة بذاتها فهو شرك أكبر، وكلاهما مذموم خطير، فالشرك الأكبر عظيم، والشرك الأصغر كذلك وإن كان دونه، لكنه يدخل في عموم قول الله جل وعلا: ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ( لأن الألف واللام داخلة على اسم جنس، فيشمل كل ما يكون شركاً، قال:
(1/23)



((يقال لها : ذات أنواط))، أي: تسمى بهذا الاسم ذات أنواط، يعني: صاحبة الأنواط، وذلك لكثرة ما يعلق بها طلباً للبركة، فقال لهم (: (( قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ))(34) فنهاهم النبي ( عن هذا، وشبه طلبهم بما جرى من بني إسرائيل مع موسى، حيث طلبوا منه أن يجعل لهم آلهة، كما للمشركين آلهةٌ من العجل الذي كانوا يعبدونه، فعاب عليهم النبي (، هذا الطلب، ونهاهم عنه، وبين لهم أن هذا من اتباع سنن من كان قبلنا من الشرك، وقد قال (: (( لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة ))(35) أي: كما أن ريشة السهم في أطرافه مقابل الريشة الأخرى من الجهة الأخرى، فكذلك أنتم وهم، فالقذة: هي ريشة السهم، فكما أن رياش السهم تتقابل وتتطابق، فكذلك هذه الأمة مع الأمم السابقة، فإن منهم من يطابق الأمم السابقة في ما وقعوا فيه من مخالفات، وشرك، لكن هذا ليس في جميعها، لقوله ( : (( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ))(36) جعلنا الله وإياكم منهم.
الدرس الخامس
[ القاعدة الرابعة ] أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين، لأن الأولين يشركون في الرخاء، ويخلصون في الشدة، ومشركي زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة، والدليل: قوله تعالى: { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }.فعلى هذا الداعي عابد والله أعلم تمت وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

(1/24)



هذه القاعدة هي القاعدة الرابعة من هذه القواعد الأربع، وهي خاتمتها. قال رحمه الله تعالى: ( القاعدة الرابعة: أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين. . . )، يتكلم المؤلف رحمه الله عن مشركي زمانه، وهم الذين كانوا في القرن الثاني عشر، فإن المؤلف رحمه الله تعالى عاش في القرن الثاني عشر، وأوائل القرن الثالث عشر.
يقول رحمه الله تعالى: ( إن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين ) ثم بين وجه غلظ شرك هؤلاء المتأخرين.
قال: ( فإن الأولين يخلصون لله في الشدة، ويشركون في الرخاء ) فهم عند الشدة يقطعون علائق الشرك، ولا يتوجهون إلاَّ إلى الله ( بالرغبة، والرهبة، وأما في الرخاء فإنهم يعبدون الله وغيره، يصرفون العبادة لغير الله سبحانه وتعالى، فهذه حال المشركين المتقدمين، أما مشركو الزمان المتأخر في زمن المؤلف رحمه الله، وكذلك في الزمن الحاضر.

(1/25)



يقول رحمه الله: ( ومشركو زماننا شركهم دائم في الرخاء، والشدة ) أي: إنهم يقع منهم الشرك في الرخاء، كما أنه يقع منهم الشرك في الشدة، فهم لا يخلصون العبادة لا في حال الرخاء والسعة، ولا في حال الشدة والضيق، والدليل على ما كان عليه المشركون المتقدِّمون: قوله تعالى: ( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ((37) هؤلاء أخلصوا في الفلك، أي: لما ركبوا البحر أخلصوا لله ( الدعوة، فلم يصرفوها لغيره، أخلصوا له الدين الظاهر، والباطن، الذي هو عمل القلب، وقول اللسان، فلما نجاهم إلى البر، لما حصلت لهم السلامة، والنجاة من الشرك إذا هم يشركون، وأتى بهذا التعبير الدال على المفاجأة، فإن ( إذا ) فجائية، يعني: خلاف ما هو متوقع، فالمتوقع أنهم يدومون على حال التوحيد، وإخلاص العبادة، لكن الأمر جاء على خلاف ذلك، فكان حالهم أنهم أشركوا في الرخاء لقوله تعالى : ( إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ ( أما حال المشركين المتأخرين، فالذي يعاشرهم يجد أنهم يدعون الأصنام حال الكرب أكثر منه في حال الرخاء، فإنهم إذا اشتدت عليهم الأمور، وضاقت عليهم الأحوال وتوالت عليهم الخطوب، وادلهمَّت الأمور كان فزعهم ودعاؤهم وسؤالهم لغير الله جل وعلا، وهذا على خلاف ما عليه الحال من أهل الشرك المتقدم، وهذا الكلام لا يعني أن المشركين في الزمن المتأخر هم أسوأ من حال المشركين من كل وجه في الزمن المتقدم، لأن بعض المعارضين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى يقولون: إن الشيخ بالغ في وصف حال المشركين في الزمن المتأخر، ويزكي حال المشركين المتقدمين، ووجه ذلك على حدِّ زعمهم: أن المشركين المتقدمين كان يقع منهم الشرك في الرخاء، هذا كلام الشيخ رحمه الله. لكن يقولون: أيضاً هم لا يؤمنون بالبعث، وقد حاربوا الرسول ( وعارضوه، وسعوا في قتله، وهذا لم يكن
(1/26)



ولم يحدث من المشركين المتأخرين، فالمشركون المتأخرون يقع منهم الشرك لكنهم يصلون، ويصومون، ويحبون النبي (، ويعظمون الصالحين، ويعظمون الشريعة، هكذا زعموا، فنقول: إن الشيخ رحمه الله تعالى لم يجعل الموازنة بين أهل الشرك في الزمن المتأخر وأهل الشرك في الزمن المتقدم من كل وجه، إنما الموازنة في مسألة الدعاء، ولذلك قال: ( إن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين ) فالموازنة إنما هي في الشرك، وليست في كل ما هم عليه، لأنهم كانوا يئدون البنات، ويزنون، ولا يحرمون الحرام، ولا يحلون الحلال، ويفعلون ما يفعلون من جاهليةٍ جهلاء، وهي ليست في المشركين المعاصرين، نقول: الكلام والبحث ليس في الموازنة من كل وجه، إنما الموازنة من جهة الشرك.
ثم قال رحمه الله تعالى: ( فعلى هذا الداعي عابد ) وهذا لا إشكال فيه، الداعي عابد، كل داعٍ عابد، كل من دعا وسأل فإنه عابد، وهذا حتى لا يقال: إن دعاء المسألة ليس من العبادة، بل دعاء المسألة من العبادة، ولذلك ذكرنا لكم القاعدة: أن كل دعاء ذكره الله في كتابه فهو يشمل في الغالب دعاء المسألة، ودعاء العبادة، لاسيما فيما يذكره من دعاء المشركين، فإنه يشمل دعاء المسألة، ودعاء العبادة، وأظنكم على علم بالفرق بين دعاء المسألة، ودعاء العبادة، فما الفرق بين دعاء المسألة، ودعاء العبادة ؟
دعاء المسألة: هو سؤال الحاجات الدينية أو الدنيوية، فإذا قلت: يا رب يسِّر أمري، واشرح صدري، وأنر بصيرتي، ارزقني مالاً حلالاً، وارزقني زوجةً صالحة، فهذا دعاء مسألة، لأنك تطلب من الله حاجات.

(1/27)



وأما دعاء العبادة: فهو كل قربة يتقرب بها الإنسان لله (، فالصلاة دعاء عبادة، والزكاة والحج والصيام والتسبيح دعاء عبادة، وتبسمك في وجه أخيك دعاء عبادة، لأنك إنما تفعل هذا تطلب الثواب، وطلب الثواب دعاء عبادة، فعلى هذا يكون الداعي عابداً، والدليل قوله تعالى: ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ( وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ((38) أي كان هؤلاء المدعوون أعداءً لهؤلاء الداعين، خلافاً لما أمّلوه، وخلافاً لما توهموه من أنهم ينصرونهم ( كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ ( ثم قال: والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين
لاتنسونا من خالص دعائكم
اخوكم
ابو عزام الانصاري
وحدة الرصد والمتابعة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب شرح القواعد الاربعة ... من المكتبة الشاملة المقطع الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب شرح القواعد الاربعة ... من المكتبة الشاملة
» كتاب القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الثاني
» شرح بلوغ المرام شرح الشيخ عبد العزيز الطريفي الجزء المقطع الثاني !!!
» : شرح نواقض الإسلام الشيخ عَبْدالعَزِيز بن عَبْدِالله الرَّاجحي المقطع الثاني من الكتاب,,,
» القول السديد شرح كتاب التوحيد للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب//المقطع الاول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مــــــــــــــــــــــنــــــتدى ألتــــــــــــــــــــوحيـــــــــــد :: الاقسام الشرعية :: مكتبـــه المنتدى-
انتقل الى: