سؤال حير الكثيرين من القاعدين:كيف أجاهد وأنا جبان؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد

سؤال حيّر ألباب الكثير من عشاق الجهاد / كيف أجاهد وأنا جبان؟؟؟

يحتار بعض عشاق الجهاد في سؤال صغير وربما يردد أحدهم :

أحب النافرين ولست منهم**لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته القعود**ولو كنا سواء في البضاعة

ولو سألته

- يا محب الجهاد والإستشهاد لم لا تجاهد؟

- يقول أنا جبان!!!

وآخر محب للجهاد ، ذو لياقة بدنية عالية وربما يفوق كثيرا من المجاهدين في اللياقة لو سألته

- يا محب الجهاد والإستشهاد لم لا تجاهد؟

- يقول أنا جبان!!!

وآخر محب للجهاد وكان في جاهليته مكسرا لأسنان وأضلاع أبناء حارته ، يكتب على جدارن الحارة "طالب حرش" ، ويا ويل من يمر على زقاقه دون إذنه ولا يؤدي له التحية لو سألته

- يا محب الجهاد والإستشهاد لم لا تجاهد ؟

- سأجيبك ، الشنبات أربعة...

1- شنب شناب تحسب له ألف حساب
2- وشنب لا ودى ولا جاب
3- وشنب كذاب ذناب
4- وشنب يتخبى ورا الباب وهذا أنا!!!

وآخر محب للجهاد والأناشيد والأفلام الجهادية ، وكم عبأ من هارديسك فاحترق عليه بعدما كان يصرخ

له low space
full ، full ، full

بوووووووووم

لو سألته

- يا محب الجهاد والإستشهاد لم لا تجاهد؟

- يقول أنا جبان ، أنا انبطاحي!!!

هل هؤلاء حقا جبناء كما يدعون؟
هل يعرفون ما هو الجبن ؟
لو سلمنا جدلا أنهم جبناء ألا يستطيعون التخلص من ذلك؟
و ما هو الجبن ؟

أفضل تعريف وجدته للجبان أنه : هَيوبٌ للاَشياء لا يُقْدِمُ عليهافلا يقدم على الجهاد يقول لا أستطيع فقلبي ضعيف ، وجسمي ضعيف ، لم أخض حربا واحدة في عمري، لا أضمن نفسي فلربما لا أثبت عند القتال ، لا أستطيع الصبر على الأسر والتعذيب ، لا أستطيع أن أصبر على البتر أو الأصابة لم أحمل السلاح يوما ولا أعرف كيف أستخدمه فينقص عمره ويقترب أجله ولم يُغبّر قدميه في سبيل الله.

وقد ذكر ابن القيم أصل الجبن وأسبابه وعوارضه فقال رحمه الله: "كما أن الجبن يتولد من سوء الظن وعدم الصبر فلا يظن الظفر ولا يساعده الصبر ، وأصل الجبن من سوء الظن ووسوسة النفس بالسوء وهو ينشأ من الرئة فإذا ساء الظن ووسوست النفس انتفخت الرئة فزاحمت القلب في مكانه وضيقت عليه حتى أزعجته عن مستقره ، فأصابه الزلازل والإضطراب لإزعاج الرئة له وتضييقها عليه".

ولهذا جاء في حديث عمرو بن العاص الذي رواه أحمد وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم ( شر ما في المرء جبن خالع وشح هالع) فسمي الجبن خالعا لأنه يخلع القلب عن مكانه لانتفاخ السحر وهو الرئة كما قال أبو جهل لعتبة بن ربيعة : انتفخ سحرك ، فإذا زال القلب عن مكانه ضاع تدبير العقل فظهر الفساد على الجوارح فظهر الفساد على الجوارح فوضعت الأمور على غير مواضعها.

هل كل من يدعي أنه جبان هو كذلك ؟

يتضح الجواب على هذا السؤال في التفريق بين الجبن والخوف فالجبن مذموم وقد سبق ذكره أما الخوف في سبيل الله فلا يسلم منه أحد بل ورد فضله في الإسلام ، قال تعالى ( ولنبلونكم بشئ من الخوف) وقال تعالى ( واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الارض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره). ولذا بوب الإمام ابن نحاس باب في فضل الخوف في سبيل الله وذكر أحاديثا في ذلك ومنها ما رواه مسلم عن عمرو بن العاص قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما من غازية أو سرية تغزوا في سبيل الله فيسلمون ويصيبون إلا تعجلوا ثلثي أجرهم ، وما من غازية أو سرية تخفق وتُخَوَّف وتصاب إلا تم لهم أجرهم )

وبذلك يتضح تخبط الكثير من الكُتاب الذين يصورون الصحابة بأنهم كالملائكة لا يعرفون الخوف ، ألم يقرأوا قوله تعالى ( وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا ) وقوله (يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون)

ألم يبلغهم خبرهم عندما حرضهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال يوم الخندق "من ينظر لي خبر القوم وهو رفيقي في الجنة" فما قام أحد مع أنهم أحرص الناس على هذه المنزلة ولم ينبري لها إلا حذيفة بعد أن أمره النبي صلى الله عليه وسلم ، فما من مجاهد إلا يعتريه خوف وليس هذا قدح بل فضل فأغلب من يلتمس لنفسه الأعذار بأنه جبان وأنه ليس كالمجاهدين هو في الحقيقة ليس بجبان، بل لو أبعد عن نفسه هذه الشبهة وجاهد لأبلى بلاء حسنا ونصر دين الله والمستضعفين وربما سبق أهل السبق .

لو أصر صاحب هذه الشبهة في وصف نفسه بالجبن ، فهل يستطيع أن يتخلص من ذلك ؟

وماذا يصنع للتخلص من ذلك؟

الجبن داء وقد أنزل الله له دواء علمه من علمه وجهله من جهله ، وهذه بعض الأدوية لعلاج الجبن :

1- التوحيد ، يقول شيخ الإسلام بن تيمية: "أشجع الناس أخلصهم وأعظمهم توحيدا". أو كما قال ، فمن الأسباب الرئيسية للجبن الشرك فمن تخلص من الشرك كبيره وصغيره سلم من الجبن ، ومن بقي في قلبه شرك كان سببا في جبنه.

2- التوكل وهو حسن الظن بالله مع الأخذ بالاسباب ، وكما سبق عن ابن القيم أن سبب الجبن سوء الظن ، ويتحقق حسن الظن عند العبد بحسن أفعاله،

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه ***وصدّق ما يعتاده من توهم

وفي الحديث القدسي (أنا عند ظن عبدي بي )

3- صحبة الشجعان والإبتعاد عن المثبطين والمخذلين والمرجفين ، إن مما ينزع الجبن من القلب صاحبه مصاحبة الشجعان فبصحبتهم تتلقى دروس الشجاعة درسا درسا من شيخ مجرب ، خبير بالحروب ذا قلب مذرب أما المثبطين فكما قيل :

واحذر مصاحبة الجبان فإنه ***يعديك كما يعدي السليم الأجرب

ويكفيك أن بعض الصحابة همّ بالرجوع من غزوة أُحد لما ثبطهم وخذلهم رأس المنافقين بالرجوع بثلث الجيش .( وإذ همت طائفتان منكم أن تفشلا والله وليهما وعلى الله فليتوكل المؤمنون).

4- الإكثار من الدعاء أن يعيذك الله من الجبن فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر بالتعوذ من الجبن كما في أذكار الصباح والمساء وفي دعاء الكرب ودبر الصلاة .

5- التقليل من متاع الدنيا والزهد فيها ، فمن أكبر أسباب الجبن الحرص على الدنيا كما في حديث ثوبان ( وليقذفن في قلوبكم الوهن قلنا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت ) لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه ( اللهم إني أعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر).

6- الإكثار من الصدقة ، فإن الكريم لابد أن يكون شجاعا ، والبخيل لابد أن يكون جبانا ، لذا قرن النبي صلى الله عليه وسلم بينهما في الدعاء ( وأعوذ بك من الجبن والبخل) ، فمن أكثر من الصدقة سيجد نفسه يقف وقفة الشجعان في مواقف لم يكن يوما يستطيع أي يقوم مقامها ، فالجود في بذل النفس والمال.

يجود بالنفس إن ضن البخيل بها***والجود بالنفس أغلى غاية الجود

7- قد تجد أحدهم قد جاهد في ثغر من الثغور وفرّ في أحد المعارك يصف نفسه بالجبان ويتعذر بذلك عن قعوده وهذا ليس بصحيح فإن وصوله إلى أرض الجهاد ومشاركته في القتال يدل على أنه ليس بجبان ، وقد فر من هو خير منه الصحابة وتاب الله عليهم فواصلوا جهادهم حتى استشهدوا ( إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفى الله عنهم إن الله غفور حليم ) فليتذكر ما هي المعصية التي جعلته يفر وليستغفر الله وليتعوذ بالله من الفرار من الزحف كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا بذلك وليرجع إلى أرض الشجعان.

8- نصرة المستضعفين وتنفيس كروب المكروبين وعون المحتاجين والدعاء للمجاهدين خصوصا المنسيين عند الكثير من أنصار الجهاد كالجزائر والصومال والفلبين والشيشان ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)

9- اليقين بأن الثبات بيد الله لا تقل ذنوبي كثيرة وجاهليتي مأساوية وربما لا أثبت فإن الله هو من ثبّت السحرة وكان حالهم شراً من حالك ، كانوا سحرة كفرة ، جاؤوا لمحاربة دين الله ، رياء وسمعة ، يبتغون الأجر، وأن يقربهم فرعون منه، فهداهم الله في لحظة فثبتوا وتحدوا أكبر طاغية حتى اسشهدوا ، فهل يضيعك ربك وقد خرجت في سبيله حاشاه ربي.

10- إن من يعالج به الجبن إقتحام ما تهابه النفس ، وتجربة ما يتوجس منه القلب ، وممارسة ما يخافه وذلك يكون بيقينه بأن ما أصابه لم يكن ليخطأه وما أخطأه لم يكن ليصيبه وأن الإقدام لا يقدم الآجال ، ولو كتب الله له القتل أو الأسر أو البتر لنزل عليه أمر الله ولو كان في بيته ولذا ذكر عنترة هذا العلاج في قصيدته فقال :

وإذا الجبان نهاك يوم كريهة ***خوفا عليك من ازدحام الجحفل
فاعص مقالته ولا تفحل بها***واقدم إذا حق اللقا في الأول
واختر لنفسك موطنا تعلوا به***أو مت كريما تحت ظل القسطل
فالموت لاينجيك من آفاته***حصن ولو شيدته بالجندل
لا تسقني ماء الحياة بذلة***بل فاسقني بالعز كأس الحنظل

و بمناسبة ذكر عنترة فقد قيل الشعراء أربعة:

1- شاعر يجري ولا يجرى معه
2- وشاعر ينشد وسط المعمعة
3- وشاعر لا تشتهي أن تسمعه
4- وشاعر لا تستحي أن تصفعه

فأسأل الله أن ينتفع بذلك الذي يردد أحب النافرين ولست منهم فيصبح شاعرا ينشد وسط المعمعة...
وأسأل الله أن يستفيد بذلك الرياضي ذو اللياقة العالية فيصبح مدربا للمجاهدين....
وأسأل الله أن يستفيد من ذلك طالب الحرش فينتقل من مرحلة تكسير الأسنان إلى تفجير عبدة الصلبان...
وأسأل الله أن يستفيد من ذلك صاحب الهارديسك المشحون فيصبح مصورا للمعارك منتجا للإصدارات الجهادية...
وأسأل الله أن يستفيد منه كل محب للجهاد يتمنى أن يكون شجاعا ينصر دين الله ويثخن في أعداء الله...

والله الموفق

كتبه / أبو الأسود السفاك
شبكة الإخلاص الإسلامية

موضوع: ت الثلاثاء سبتمبر 20, 2011 4:28 am

جزاك الله خير اخي ابو الايهم وجعل >ا العمل في ميزان حسناتك

» 500 سؤال وجواب رياض الصالحين
» سؤال من الله تعالى للزاحفين إلى قبر الحسين