الغيبة واللآفة التي تاكل الحسنات وتورد صاحبها اسفل الدركات .......

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الواحد الاحد الفرد الصمد سبحانه تعالى من الشريك والصاحبة والولد نحمده ونستعينه ونستغفره من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له في علاه سبحانه افاض علينا نعمته وكتب على نفسه الرحمه وضمن الكتاب الذي كتبه ان رحمته سبقت غضبه ونشهد ان محمد عبده ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن الصحابه والازواج والقرابة والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين عباد الله اوصيكم ونفسي بتقوى الله العضيم فهمي العاصم من القواصم وهي المنجيه من المهالك ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ....

اما بعد ايها الاخوة

فدين الله تضمن حقائق العقيدة والشريعه والتوحيد والعبادة والمعاملة والعادة يخاطب العقل والقلب والحس والنفس دين الله يرسم الاحكام والنضام لمسلم كريم طاهر التضاهر والباطن سليم القلب والمشاعر عف اللسان فقد جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم ((دلني على عمل يدخلني الجنة قال امسك عليك هذا واشار الى لسانه فاعاد عليه فقال ثكلتك امك هل يكب الناس على مناضرهم في النار الا حصائد السنتهم ))فأدرت في هذه اللحضات ان انبه من غفل واذكر من نسي الى امر استهان الناس به الى حرمات استهان
البعض بها وحدود انتهكت وفرائض ضيعت اردت الكلام عن آفات اللسان اتكلم عن هذا الامر وانا ارى وانت ترى وتسمع ما يدور في المجتمع من الغيبه والنميمه من الافتراء من الزور فضلم به اناس وقتل اخرون وقطعت به ارحام وطلقت به نساء وتشرد به اطفال وفككت به عوائل ولا حول ولا قوة الا بالله . كل ذلك بسبب اطلاق اللسان فيما يحل وفيما لا يحل وتدرك انت خطورة اللسان عندما تقرأ وتسمع حال الصالحين فاسمع الى قول رب البشر سبحانه حين يقول ((لا خير في كثير من نجواهم الا من امر لصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتقاء مرضات الله فسوف نؤتيه اجرا عضيما)).الكلمة امانة فرب كلمة دفعتك للمعالي ورب كلمة تهوي بها في مهاوي الجحيم .
فالحلم زين والسكوت سلامه...فأذا نطقت فلا تكن مهذارا
ما ان ندمت على السكوت مرة...ولقد ندمت على الكلام مرارا
الكلمة اسمع لتعلم ما قدر الكلمة عند الله اما انها ترفعك الى اعلى عليين او تهبط الى اسفل السافلين عافاكم الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالا فيرفعه الله بها في الجنه وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا فيهوي بها في جهنم ))نعم تستغرب وتقول كلمة نعم كلمة نقلها لك فلان بسراً واستأمنك على سره وافشيت سره واضعت الامانه وشوهت
السمعة وتحسبونه هين وهو عند الله عضيم كم تراه سهلا وانت تغتاب وانت تنم وتنقل كلام فلان لفلان وانتتفتري وكانك تفتري على الاموات كم تراه سهلا وانت تتكلم وتضحك وتضحك ولكنه عند الله عضيم كلة ولكنها اي كلمة هي نفس الكلمة التي قالتها عائشه رضي الله عنها ونقول والله عشر اضعافها ... الله يقول لعائشه والله عند ما قالت عن صفيه انها قصيره وهي غائبه والله لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته .ارجع الى كثير من الكلمات التي التي تتداولها لسائننا من القال والقيل وهذا طويل وهذا قصير وهذا به وهذا زرجت وهذه طلقت وكل هذا في قليل فلربما خاضت بعض النساء في الطغي واللعن والقذف وكأن شيئا لم يكن ومن الذي يستمع اليها ربما زوجها الموقر .وكم نقولها ان المجلس لا يخلو بدون كلام فالحديث فاكهة المجالس.فالشاب مغرور بشبابه والكبير الهاه طول الامل ويوم القيامه يقول كنا نخوض مع الخائضين الحديث فاكهة المجالس اذا كان حديثا طيبا حديثا نافعا لا اثم فيه ولا كذب ولا زور ولا بهتان ولا انتقاص ولا ضلم ولا طعن ولا لعن و لافحش فأكثر الناس يقول اذا كان الامر كذلك اذا نسكت ولا نتكلم لماذا يا اخي فقد عاش الصالحون اربعون وخسمون وستون وسبعون عاما ولكنهم حفضو السنتهم مع انهم تكلموا بامور الدنيا والدين.
فليس كل ما يعرف يقال ( وكفى بالمرء انما ان يحدث بكل ما سمع ) فمن اكبر الذنوب واعضم المعاصي كما تعلمون الربا .ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ان ادنى الربا كأتيان الرجل امه وان اربى الربا استطالة الرجل في عرض اخيه المسلم ) اذا علا وترفع عليه الوقوع فيه واطالة اللسان في عرض المسلم اما الشباب فاسال الله العضيم ان يصلح حالهم . فهناك ... منهم كانو كما مدحهم الله حين قال عنهم( رجال لا تلهيهم تجاره ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار) ويمثل هذا تورق الرجولة والرجال شغلو انفسهم بطلب العلم وقراءة القران وقراءة الكتب والكلام الطيب وفي نفس الوقت تجد من شبابنا من يسخر لسانه لكل رذيله وكل منكر وكل فحش وبذاءة فلم يسلم منه الصالح ولا الطالح ولا القريب ولا البعيد فالشاب الذي يضرب به المثل عند الفسقه عافاكم الله هو الذي يجيد الغيبه والكذب والفحش والطعن واللعن واذا سالت عنه قالو لك ان صحبته لا تمل ودمه خفيف ولا حول ولا قوة الا بالله. فاعلمو ايها المسلمون ان سلف الامه كانو يتخوفون من اللسان اكثر من غيره .فهذا الصديق ابو بكر رضي الله عنه كان يمسك لسانه ويقول هذا الذي اوردني الموارد .وكان ابن عباس ياخذ بلسانه ويقول ويحك قل خيرا تغنم او اسكت عن سوء تسلم والا انك ستندم
وقال الحسن ((اللسان امير البدن فاذا جنى على الاعصاء شيئا جنت واذا عف عفت )). وقالو من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ومن كثرت ذنوبه كانت النار اولى به .
فيا ايها المسلمون تحفضو على السنتكم وزنو اقوالكم فالا ثمان قبل ان يتكلم يملك كلامه لكنه اذا تكلم ملكه كلامه قال كعب رحمه الله (( قلة المنطق حكم .. عضيم فعليكم بالصمت فانه خلق حسن وقله وزر وخفه من الذنوب ))
تكلم وسدد ما استطعت ... فانما كلامك حي والسكوت جماد
فأن لم تجد قولا سديدا ... تقوله فصمتك عن غير السداد سداد


والحمد لله رب العالمين

اخوكم

ابو عزام الانصاري

وحدة الرصد والمتابعة